أظهرت دراسة جديدة أن النوم المجزّأ وفترات الاستيقاظ الأطول بعد وقت النوم بين مجموعة من البالغين الأمريكيين من أصل إفريقي من ذوي الدخل المنخفض مرتبط بوظيفة إدراكية أقل مثل ضعف الانتباه.
فقد اكتشف الباحثون في "مؤسسة راند"، التابعة لجامعة "بيتسبرج" في ولاية "بنسلفانيا" الأمريكية، بدراسة الأشخاص علي مدي خمس سنوات، أن أولئك الذين ساء نومهم بمرور الوقت يعانون من ضعف الانتباه والوظيفة التنفيذية والقدرة علي الرؤية المكانية.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلي أن تحسين صحة النوم قد يدعم الوقاية من مرض ألزهايمر والخرف المرتبط به، كما يساعد أيضًا في تقليل الفوارق الصحية الأخري.
وقالت الدكتورة "ويندي تروكسيل"، أستاذ العلوم السلوكية: "أظهرت الأبحاث السابقة أن الأمريكيين من أصل إفريقي يظهرون معدلات أعلي من مجموعة من مشاكل النوم، ولديهم أيضًا معدلات أعلي وظهور مبكر لمرض ألزهايمر والخرف المرتبط به عند مقارنتهم بالأمريكيين البيض، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلي أن مشاكل النوم قد تكون عاملاً هامًا قابلاً للتعديل يسهم في الشيخوخة الإدراكية".
وتضيف النتائج إلي مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تشير إلي أن صحة النوم السيئة هي عامل خطر ناشئ لمرض ألزهايمر والخرف المرتبط به، والتي قد تكون مسارًا سلوكيًا حيويًا مهمًا وتحت الدراسة يسهم في العبء غير المتناسب للخرف من قبل الأمريكيين من أصل إفريقي والأفراد المحرومين اجتماعيًا واقتصاديًا.
واشتملت الدراسة الحالية علي 216 بالغًا، تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، ممن شاركوا في دراسة طويلة المدي لمؤسسة "راند" من حيين معظمهما من الأمريكيين من أصل إفريقي في مدينة "بيتسبرج"، حيث يقوم الباحثون بفحص عدد من العوامل الاجتماعية والبيئية علي صحة الأفراد، وخضع المشاركون في الدراسة لمراقبة النوم خلال عام 2013 ومرة أخري في عام 2018.
وفي عام 2018، خضع المشاركون في الدراسة لتقييم الأداء المعرفي والفصل السريري عن ضعف الإدراك، ووجدت الدراسة أن كلاً من المستوي والتغيرات بمرور الوقت في كفاءة النوم (مقياس تجزئة النوم) واليقظة أثناء ساعات النوم ارتبطت بشكل كبير بالعديد من المجالات المعرفية، بما في ذلك الانتباه والوظيفة التنفيذية والقدرة البصرية المكانية والاستدعاء الفوري.. لم تكن مدة النوم مرتبطة بأي نتائج معرفية.
وأوضح الباحثون أنه في الوقت الذي كان فيه حجم العينة صغيرًا إلي حد ما، فإن لهذه النتائج آثارًا سريرية وسياسية مهمة للوقاية والتدخل، حيث إن النوم عامل خطر قابل للتعديل يتأثر بالعوامل الفردية والعوامل المجتمعية الأوسع، بما في ذلك انخفاض الوصول إلي الرعاية الصحية والتعرض للبيئات التي يمكن أن تؤثر سلبًا علي النوم".