
استعرضت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية - في البيان المشترك الذي صدر الليلة عقب جلسة مباحثات جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، بالرئيس الأمريكي جو بايدن - العلاقات التاريخية والشراكة بين الجانبين، والتي تأسست منذ ما يقرب من ثمانية عقود.
واتفق القائدان علي أهمية الاستمرار في تعزيز تلك الشراكة الاستراتيجية، بما يخدم مصالح حكومتي وشعبي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وأكد الجانبان علي الدور المحوري لهذه الشراكة التاريخية في تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة، حيث إن الشراكة السعودية الأمريكية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي علي مدي العقود الماضية، وشدّدا علي أن البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار.
كما أكدا علي أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجًا، مشددين علي أهمية مبدأ السيادة والسلامة الإقليمية، وضرورة دعم حكومات المنطقة التي تواجه خطر الإرهابيين أو الجماعات التابعة والمدعومة من قوي خارجية.
ورحب الجانبان بتمديد صلاحيات التأشيرات السياحة والعمل لمدة 10 سنوات؛ لتشجيع العلاقات بين الشعبين والتعاون الاقتصادي.
- الطاقة والتعاون في مجال المناخ
نوه الطرفان بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسوق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
واتفق الطرفان علي التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية علي المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة العربية السعودية الرائد في مستقبل الطاقة.
وأشاد الجانب الأمريكي بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، كما رحب بمشاركة المملكة مؤخرًا في منتدي الاقتصادات الكبري للمناخ والطاقة، وانضمامها للتعهد العالمي للميثان، وموقعها كعضو مؤسس في منتدي الحياد الصفري لمنتجي الطاقة، وإعلان المملكة استهدافها لإنتاج 50% من الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ورحب الجانبان بالتوصل لإطار الشراكة الثنائية في مجال تعزيز الطاقة النظيفة، وما يشمله من استثمارات رئيسية في التحول في مجال الطاقة النظيفة، والتعامل مع تحديات المناخ، مع التركيز بشكل خاص علي مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، وبناء القدرات البشرية والتعاون في الجوانب التنظيمية في المجال النووي، وفي مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير المواد المستدامة وغيرها من المبادرات في إطار الاقتصاد الدائري للكربون، حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلي أن تكون رائدة عالميًا في هذا المجال.
- الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار
وأكد الجانبان أن انتقال الطاقة، واعتبارات الأمن القومي، لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يتطلبان سلاسل إمداد مستقرة ومتنوعة.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد بدعم المملكة العربية السعودية لمبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة مجموعة الدول السبع في 26 يونيو الماضي.