أشار باتريك وينتور الكاتب المتخصص في الشئون الدبلوماسية بصحيفة "الجارديان" البريطانية إلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن هناك تقدما ملموسا في محادثات فك الحصار عن ملايين من أطنان الحبوب الأوكرانية والمحتجزة في الموانئ المطلة علي البحر الأسود بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته الجارديان أن بوتين أكد خلال زيارته لإيران أن روسيا سوف ترفع الحصار المفروض علي صادرات القمح الأوكرانية، ولاسيما أن العديد من دول العالم خاصة في إفريقيا تتعرض لخطر المجاعة بسبب منع الصادرات الأوكرانية من الوصول إليها.
وأشار الكاتب لتصريحات بوتين والتي أكد فيها أنه لا يوجد إنسان يفضل خيار الحرب وأن مصرع أشخاص عاديين في أتون أي حرب يعتبر مأساة بكل ما تعني الكلمة من معني ولكن سلوك الدول الغربية تجاه روسيا هو ما دفع موسكو لاتخاذ قرار الحرب ولم يترك لها أي مجال للاختيار.
ونوه الكاتب كذلك بتصريحات بوتين التي أوضح فيها أن العديد من الدول الأوروبية كانت قد أعلنت في السابق عن موقفها الرافض لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ولكنها غيرت موقفها وأيدت فكرة انضمام أوكرانيا للحلف بعدما تعرضت لضغوط أمريكية، وهو موقف يؤكد عدم استقلالية قرار هذه الدول.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا نجم عنها عواقب وخيمة أهمها أزمة الغذاء التي يعاني منها العديد من دول العالم حالياً مما أدي كذلك إلي الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية حول العالم جراء الحصار الذي تفرضه القوات الروسية علي موانئ تصدير الحبوب الأوكرانية المطلة علي البحر الأسود.
ويشير الكاتب أن ذلك الحصار تسبب في احتجاز ما يقرب من 22 مليون طن من الحبوب الأوكرانية كانت في طريقها إلي العديد من المناطق في العالم والتي تعتمد بشكل كبير علي واردات الحبوب الأوكرانية في توفير احتياجاتها من الغذاء.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن مباحثات بوتين في إيران قد تتناول الخبرة الإيرانية في التحايل علي العقوبات الأمريكية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين لإفشال تلك العقوبات كما أنها سوف تتناول مساعي كل من طهران وموسكو لتقليص الاعتماد في تعاملاتهما التجارية علي الدولار الأمريكي علي المدي البعيد بالإضافة إلي موضوع شراء روسيا لطائرات مسيرة إيرانية لاستخدامها في حرب أوكرانيا.