ذكرت الكاتبة الأمريكية كلير باركر أن شركة الغاز الروسية "جازبروم" أرسلت تحذيرًا للدول الأوروبية أنها لم تعد تضمن استمرار تدفق الغار الروسي للقارة الأوروبية فيما يعتبر أحدث حلقات الصراع الاقتصادي بين روسيا والدول الغربية جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأضافت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن شركة الغاز الروسية أبلغت الدول الأوروبية أنها أصبحت غير مسؤولة عن أي نقص في واردات الغاز لأوروبا بسبب "ظروف استثنائية"، موضحة أن التحذير الروسي يأتي في وقت تتزايد فيه حدة أزمة الطاقة في أوروبا بسبب اعتماد العديد من الدول الأوروبية علي واردات الطاقة الروسية بينما تسعي تلك الدول إلي إنهاك روسيا اقتصاديًا من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب حرب أوكرانيا.
وأوضحت الكاتبة أن الشركة الروسية أرسلت خطابًا رسميًا للدول الأوروبية يعفيها من المسؤولية القانونية بموجب العقود الموقعة بين الطرفين بشأن إمدادات الغاز الروسية للقارة الأوروبية نظرًا للظروف القهرية التي تمر بها المنطقة والخارجة عن سيطرة الشركة الموردة للغاز.
وتقول الكاتبة إنه بموجب ذلك الخطاب -والذي يطلق عليه قانونًا خطاب القوة القهرية- تصبح الشركة الروسية غير مسؤولة قانونيًا عن عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول الأوروبية بتوفير احتياجاتهم من الغاز في ظل الحرب الحالية.
وتستطرد الكاتبة أن واردات الغاز الروسية عبر خط أنابيب نوردستريم-1 كانت توقفت لما يقرب من أسبوع بسبب عمليات الصيانة الدورية لخط الأنابيب إلا أن تلك الواردات كانت قد تقلصت بشكل ملحوظ في منتصف الشهر الماضي لتصل إلي حوالي 40 بالمائة من إجمالي واردات الغاز الروسي للدول الأوروبية.
وتعرب الكاتبة عن اعتقادها أن تلك الخطوة من جانب شركة الغاز الروسية أثارت مخاوف كبيرة حول واردات الغاز الروسية لأوروبا في المستقبل ولاسيما في ظل زيادة وتيرة القلق بشأن أمن الطاقة في أوروبا.
وتوضح الكاتبة أن تقليص روسيا من وارداتها من الغاز لألمانيا في الشهر الماضي علي سبيل المثال تسبب في خسائر يومية بلغت قيمتها عشرات الملايين من اليورو لشركة "يونيبر" للطاقة في ألمانيا ما دفع الشركة إلي السعي للحصول علي مساعدات مالية عاجلة من الحكومة الألمانية.
وتوضح الكاتبة أن الشركة الروسية ألقت باللوم علي العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية علي موسكو علي خلفية حرب أوكرانيا، ما أدي إلي عدم قدرتها علي استمرار إمداد أوروبا باحتياجاتها من الغاز كما كان الحال قبل ذلك، وأضافت الشركة أن روسيا كانت قد قامت بإرسال أحد التوربينات لكندا من أجل إصلاحه إلا أن موسكو لم تتمكن من استرداده بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من جانب الغرب.
وتختتم الكاتبة مقالها بالتنويه بتزايد المخاوف الأوروبية من عدم استئناف روسيا ضخ وارداتها من الغاز عبر خط أنابيب نوردستريم-1 بعد انتهاء فترة الصيانة والتي من المفترض أن تنتهي غدًا الخميس، موضحة أنه لا أحد يعلم القرار الروسي بهذا الشأن، إلا أن الأمور سوف تتضح بعد انتهاء فترة الصيانة بنهاية الأسبوع الجاري.