ذكر مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"الأمريكية أن أوكرانيا تتكبد العديد من الخسائر الفادحة جراء المعارك الدائرة حاليًا على أراضيها حيث تفقد السيطرة على الكثير من موارد الطاقة والمعادن التي تذخر بها والتي تضعها في مصاف أكبر الدول الأوروبية الغنية بالموارد الطبيعية.
وأضاف المقال الذي شارك في كتابته كل من أنتوني فايولا وديلتون بينيت أن أوكرانيا غنية بالعديد من موارد الطاقة والمعادن مثل التيتانيوم وخام الحديد والليثيوم إلى جانب كميات هائلة من الفحم تساوي مليارت من الدولارات.
ويشير المقال إلى أن نصيب الأسد من تلك الثروة، والتي استمرت لعقود عدة أحد أهم مقومات تشغيل صناعة الحديد والصلب في أوكرانيا، يتمركز في المناطق الشرقية من البلاد والتي تحقق فيها روسيا انتصارات كبيرة في ميدان القتال، والذي بات، طبقًا لأراء المحللين، تحت سيطرة القوات الروسية، إلى جانب موارد أخرى من الطاقة تستخدم في العديد من الصناعات الهامة مثل قطاع غيار الطيارات وأجهزة الهواتف الذكية.
ويضيف المقال أن روسيا تمتلك بالفعل كميات هائلة من الموارد الطبيعية ولكن استحواذها علي الموارد الطبيعية الأوكرانية أدى إلى تدمير الاقتصاد الأوكراني مما دفع كييف إلى اللجوء إلى استيراد الفحم لإنارة المنازل.
ويقول المقال أنه إذا تمكنت روسيا من ضم الأجزاء الواقعة تحت سيطرتها في أوكرانيا، كما يعتقد مسؤلون أمريكيون، فسوف تفقد كييف ما يقرب من ثلثي مواردها الطبيعية إلى الأبد، إلى جانب حرمانها من موارد طبيعية أخرى ضخمة مثل الغاز الطبيعي والنفط ومعادن نادرة ونفيسة والتي تستخدم في صناعة مكونات التكنولوجيا المتطورة.
ويقول المقال أن أوكرانيا تتمتع بالعديد من الموارد الأخرى حيث أنها تملك ما يقرب من 117 إلى 120 من المعادن والفلزات المستخدمة على نطاق واسع كما أنها من أكبر مصادر الوقود الأحفوري.
ويشير المقال أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على 41 منجمًا للفحم و27 حقلًا لإنتاج الغاز الطبيعي وتسعة حقول نفط وستة مناجم لخام الحديد إلى جانب موقعين لانتاج خام التيتانيوم وموقعًا لانتاج الليثيوم وآخر لانتاج اليورانيوم علاوة على منجم للذهب.
ويستطرد المقال أن الضربة الموجعة التي تلقتها أوكرانيا خلال تلك الحرب هي سيطرة القوات الروسية على موانئها المطلة على البحر الأسود، حيث يرى الخبراء أن فقدان أوكرانيا لممرات العبور المطلة على البحر الأسود يشكل خسارة أكبر بكثير من خسارتها لمواردها الطبيعية على الرغم من فداحة هذه الخسارة.
ويشير المقال إلى أن أوكرانيا تكبدت خسائر أخرى بسبب الحرب الحالية منها عرقلة جهود تطوير شبكة الطاقة القومية مؤكدًا أن أي عملية لإعادة البناء في أوكرانيا تستلزم أولًا وضع نهاية حقيقية للحرب هناك.