المجلس الأوروبي: علينا مواجهة كارثة ارتفاع أسعار الطاقة قبل فوات الأوان

سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تصريحات رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل التي يحذر فيها جميع الدول الأوروبية من أنه يجب التحرك الآن وعلى نحو عاجل لمواجهة كارثة ارتفاع أسعار الطاقة قبل فوات الأوان.

 

ويشير المقال، الذي كتبته الصحفية البريطانية جينيفر رانكين، إلى أن ميشيل أكد أنه يجب على الاتحاد الأوروبي العمل سريعا لتعويض ما فاته من الوقت في مواجهة تلك الكارثة المتمثلة في ارتفاع أسعار الطاقة على نحو غير مسبوق والتي تلقي بظلالها الكثيفة على جميع مناحي الحياة بدءا من احتياجات المنازل من الطاقة وحتى قطاعات الصناعة والاقتصاد.

 

وعبر المسؤول الأوروبي، كما تقول الكاتبة، عن اعتقاده أن قرار تحديد سعر الغاز الروسي جاء متأخرا بعد أن تفاقمت بالفعل أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في العالم كله، مؤكدا أن القرار يلقي قبول العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

 

وأشار ميشيل إلى أنه لم يعد لدى الاتحاد الأوروبي أي وقت لإهداره، موضحا أنه يجب على دول الاتحاد طرح مقترحات عملية قابلة للتنفيذ من أجل مواجهة أزمة الطاقة الحالية على نحو عاجل، وأنه لا يجب الانتظار حتى الرابع عشر من سبتمبر موعد إلقاء رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين لخطاب حالة الاتحاد السنوي.

 

وأضافت الكاتبة أن وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي سوف يعقدون اجتماعا طارئا في التاسع من الشهر الجاري، لمناقشة أزمة الطاقة في القارة الأوروبية، ولكن ليس من المتوقع مناقشة أي مقترحات رسمية بهذا الخصوص.

 

وقالت إن الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة على مستوى العالم، كان نتيجة مباشرة لتقليص روسيا من واردات الغاز التي تصدرها للدول الأوروبية، لتصل إلى أقل من 30% مما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا.

 

وتشير إلى تصريحات رئيس المجلس الأوروبي أن الارتفاع غير المسبوق في أسعار الطاقة يمثل كارثة بجميع المقاييس ليس للمواطن الأوروبي فحسب ولكن أيضا لقطاعات اقتصادية وصناعية عديدة.

 

وتقول الكاتبة إن المخاوف التي تنتاب جميع أرجاء أوروبا بشأن توفير احتياجاتها من الطاقة، ولاسيما قبل حلول فصل الشتاء، قد تؤدي إلى تراجع مساندة الدول الأوروبية لأوكرانيا في حربها الحالية مع القوات الروسية خاصة في ظل استمرار الحرب، والتي بدأت منذ ما يربو على ستة أشهر في الوقت الذي تعاني فيه كييف من أزمة اقتصادية طاحنة بسبب تلك الحرب.

 

ويوضح ميشيل، كما تقول الكاتبة، أنه كان على ثقة من أن الاتحاد الأوروبي سوف يوافق على تقديم المساعدات التي كان قد تعهد بتوفيرها لكييف والتي تصل قيمتها إلى تسعة مليارات دولار لأوكرانيا على الرغم من أن تلك المساعدات لا تفي إلا بالقدر القليل من احتياجات أوكرانيا والتي تبلغ قيمتها نحو خمسة مليارات دولار شهريا.

 

وتختتم الكاتبة المقال بقولها إن الاتحاد الأوروبي لم يقدم لأوكرانيا حتى الآن سوى مساعدات، بلغت قيمتها مليار دولار فقط من إجمالي التعهدات التي قطعتها الدول الأوروبية على نفسها لمساعدة أوكرانيا.

يمين الصفحة
شمال الصفحة