تفاصيل تحركات الحكومة لحل أزمة نقص الأعلاف

 

  • رئيس الوزراء يعقد اجتماعا  موسعا  لبحث حل المشكلة  وتأثيرها  في صناعة الدواجن
  • مدبولي يوجه بأن يكون هناك تنسيق أسبوعي مع الاتحاد العام لمنتجي الدواجن على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيا
  • الحكومة تعلن وضع آلية لمراقبة توزيع الكميات التي سيتم الإفراج عنها  .. والإفراج عن 122 ألف طن فول صويا منذ بداية الشهر وحتى الآن
  • البرلمان يدخل علي خط الأزمة ويكلف الحكومة بحل الأزمة .. ووزير الزراعة للنواب :   إعفاء الإضافات الخاصة بالأعلاف من القيمة المضافة  و 75% من صناع الدواجن مركزة في صغار المربين 

 

تحركات عاجلة جرت خلال الأيام الماضية لاحتواء أزمة الأعلاف ، حيث عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لبحث حل مشكلة نقص الأعلاف في السوق المحلية الخاصة بصناعة الدواجن، وذلك بحضور   السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس مصطفى الصياد، نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة،  و جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي، والمهندس محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، والدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد، وعدد من أعضاء الاتحاد وصغار المربين.

و أشار رئيس الوزراء إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي بهدف العمل على حل الأزمة التي أثيرت مؤخرا بشأن نقص الأعلاف في صناعة الدواجن، مؤكدا أنه يتعين الإشارة في بادئ الأمر إلى أن هذه الأزمة هي نتاج التداعيات السلبية للأزمة العالمية، والتي طالت العديد من السلع والمنتجات الأخرى وليس فقط الأعلاف المخصصة لهذه الصناعة، ولا يعلم أحد إلى أي مدى زمني سيطول أمد هذه الحرب الراهنة.

واستدرك الدكتور مصطفى مدبولي بقوله : الجميع يعلم أن الدولة تتحرك لتقليل حدة تلك التداعيات السلبية التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، ولذا فالدولة تسعى لتوفير العملة الصعبة وفقا لفقه الأولويات، ولا سيما ما يتعلق منها بتوفير الغذاء، والوقود، ومستلزمات الإنتاج، وبالطبع فنحن نضع الأعلاف ضمن مستلزمات الإنتاج، ولذا فنبذل جهودا كبيرة من أجل التغلب على هذه المشكلة.

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس مجلس الوزراء أنه منذ اندلاع هذه المشكلة، تم التواصل مع البنك المركزي ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ بهدف إيجاد آلية عاجلة للتحرك السريع لاحتواء هذه المشكلة وفق الإمكانات المتاحة.

ووجه مدبولي حديثه لمسئولي الاتحاد وصغار المربين قائلا: كان لديّ حرص شديد على الالتقاء بكم، كما أؤكد لكم أن الحكومة تعمل، بتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، على دفع جميع الصناعات ومنها صناعة الدواجن، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع البنك المركزي على سرعة الإفراج عن أكبر قدر ممكن من الأعلاف؛ من أجل دعم صناعة الدواجن.

من جانبه، قدم وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عرضا توضيحيا حول الثروة الداجنة في مصر، مشيرا في ضوء ذلك إلى اهتمام الدولة بدعم التوسع في الإنتاج الداجني بغرض إنتاج اللحوم والبيض لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج، وتمثل ذلك في تخصيص 9 مناطق بأربع محافظات للاستثمار الداجني على مساحة 19 ألف فدان، بالإضافة إلى 13 موقعا تابعا للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، إلى جانب الحصول على موافقات الجهات المعنية بالدولة على إقامة مشروعات الدواجن بهذه المناطق للتيسير على المستثمرين.

وأضاف وزير الزراعة: تم أيضا توفير تمويل كقروض ميسرة بفائدة 5% لدعم صغار المربين لرفع كفاءة مزارعهم وتحويلها من نظام التربية المفتوح إلى نظام التربية المغلقة؛ وذلك من أجل تحسين العائد الاقتصادي وزيادة إنتاج مزارعهم، ولتسهيل الإجراءات تم عمل بروتوكولات مع البنك الأهلي المصري والبنك الزراعي المصري، والاتحاد العام لمنتجي الدواجن لتوفير الدعم اللوجستي والفني لصغار المربين.

كما تم دعم صناعة الدواجن بتخفيض أسعار الكهرباء ومساواة مشروعات الإنتاج الداجني المختلفة بأسعار الكهرباء بالنشاط الزراعي،  فضلا عن حماية الصناعة المحلية من المستورد، وقدمت وزارة الزراعة، من خلال تفعيل نظام الزراعة التعاقدية، التيسيرات لإتمام التعاقد على توفير محصول الذرة الصفراء المنتجة محلياً؛ حيث تم زراعة مساحات كبيرة من هذا المحصول لتوريدها لاتحاد منتجي الدواجن ومصانع الأعلاف، وغيرها الكثير من إجراءات دعم هذه الصناعة الحيوية.

من جهته، أشار نائب محافظ البنك المركزي إلى أن هناك تواصلا يوميا مع رئيس مجلس الوزراء، والوزراء المعنيين؛ بهدف التعامل مع تداعيات الأزمة العالمية الراهنة، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ومن أجل توفير مختلف احتياجات الدولة، لافتا في هذا الشأن إلى أنه تم منذ أول الشهر الإفراج عن شحنات فول صويا فقط تزن 60 ألف طن بقيمة إجمالية وصلت إلى 41 مليون دولار، كما تم اليوم الإفراج عن شحنة أخرى من فول الصويا تزن 62 ألف طن قيمتها الإجمالية تبلغ 44 مليون دولار، أي أنه  تم ـ منذ بداية الشهر وحتى الآن ـ  الإفراج عن 122 ألف طن فول صويا، ونحن نفرج عن الأعلاف تباعا، وفيما يخص الذرة الصفراء، فأشار السيد/  جمال نجم إلى أنه تم الإفراج عن شحنة قيمتها 40 مليون دولار منذ مطلع الشهر وحتى الآن.

من ناحيته، عبر رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عن أن الاتحاد يدرك تماما حجم المشكلة القائمة، ويقدر الجهود المبذولة من الحكومة للتعامل مع تداعيات الحرب الدائرة، كما أننا ندرك جيدا أن للدولة أولويات تسير وفقها في استخدام الحصيلة الدولارية، ولكن صناعة الدواجن لها خصوصية تتعلق بالأمن الغذائي، الأمر الذي يتطلب أن تكون لهذه الصناعة أولوية أيضا.

بدورهم، عرض مسئولو الاتحاد ومنتجو الدواجن احتياجاتهم الشهرية من الأعلاف المختلفة، مشيرين إلى أن إتاحة الكميات المطلوبة من الأعلاف سيُسهم في القضاء على السوق السوداء، مطالبين في الوقت نفسه بالرقابة الشديدة على التجار الذين يحصلون على إفراجات لشحناتهم؛ حتى لا يلجأ البعض إلى المتاجرة بها.

وفي ختام الاجتماع، وجه رئيس مجلس الوزراء وزير الزراعة ونائب محافظ البنك المركزي بأن يكون هناك تنسيق أسبوعي مع الاتحاد العام لمنتجي الدواجن على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيا؛ حتى يتسنى إحداث الاستقرار المطلوب للأسواق، مع ضرورة وضع آلية لمراقبة توزيع الكميات التي سيتم الإفراج عنها أسبوعيا.

كما وجه مدبولي بالعمل على التوسع في الزراعة التعاقدية، خاصة محصول فول الصويا؛ مشيرا إلى أن لدينا حاليا تقاوي تكفي لزراعة نحو 150 ألف فدان، وبالتالي يجب أن يتم تشجيع المزارعين على التوسع في زراعته، مع مراعاة أن يتم التنسيق مع الاتحاد عبر الزراعة التعاقدية؛ لضمان توريد هذه الزراعات إليهم.

 

تكليف برلماني

 

وكان مجلس النواب دخل علي خط الأزمة ، وكلف الحكومة بسرعة اتخاذ ما يلزم لحل أزمة الدواجن الأخيرة وسرعة اتخاذ اللازم فى هذا الشأن، كما أعلن "جبالى" تكليف وزير الزراعة وكذلك المسئولين فى الوزارات المعنية والبنك المركزي بحضور اجتماع للجنة الزراعة،   للوقوف على حلول سريعة فى هذا المشكلة.

 وقال  رئيس مجلس النواب  إن  هناك عدد كبير من النواب تقدموا بطلبات إحاطة بسبب أزمة الدواجن مؤخرا، وتحدث هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب عن الأزمة نيابة عن المتقدمين ليؤكد بأن قطاع إنتاج الدواجن يعانى من أزمة كبيرة فى توفير الأعلاف، وتم التواصل مع وزير الزراعة لحل الأزمة خاصة أن هذا القطاع هو الذى يوفر أرخص بروتين فالدواجن والبيض من أرخص أنواع البروتين التى يتناولها المصريون، كما أن استثماراته فى مصر تصل لـ100 مليار جنيه ويعمل به عدد كبير من المواطنين المصريين ووصلنا إلى الاكتفاء الذاتى فى الدواجن.

أضاف الحصرى:"نحن حريصون على استمرار على هذا القطاع وأن تستمر عجلة الانتاج فيه خاصة وأن الدواجن والبيض أهم غذاء للشعب المصري ونتيجة لنقص شحنات الذرة والصويا تأثر الانتاج، وبناء على مطالبات لجنة الزراعة عقد وزير الزراعة   اجتماعا مع المربيين أمس حضره أيضا نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية وكذلك نائب المحافظ البنك المركزي، وتم التوصل إلى أنه تم استيراد 120 ألف طن من الفول الصويا خلال الفترة الأخيرة كما سيتم فتح اعتمادات لاستيراد 60 ألف طن فول صويا كما سيكون هناك اجتماع أسبوعي بين وزير الزراعة والبنك المركزى والمربيين حتى يتم فتح اعتمادات لتوصيل فول الصويا للسوق المصرى.

وخلال اجتماع اللجنة ، قال السيد القصير، وزير الزراعة، إن الدولة تجتمع لحل اى مشكلة وتأخذ إجراءات استباقية، متابعا:" مش بنتحرك علشان فيديو.. أو فيديو هو اللى هيحركنا، ونتواصل منذ شهر 7 للوقوف على ما يجرى بشأن صناعة الدواجن، وهذه الإجراءات الاستباقية نتج عنها الإفراج عن المقررات لـ30 عميلا".

 وتابع القصير:" جميع الجهات المعنية بالأمر تسعى لإيجاد حلول لهذه العملية قبل تداول بعض الفيديوهات، وخير دليل على ذلك بعد تداول هذا الفيديو كان لدينا موعد محدد لعقد اجتماع لبحث الأمر ووضع حلول عاجلة، مما يؤكد أن هناك خطوات استباقية فى هذا الصدد، وهناك تواصل دائم مع لجنة الزراعة بمجلس النواب".

 واستكمل وزير الزراعة:" من ضمن الخطوات التي اتخذتها الحكومة لدعم إنتاج الدواجن إعفاء الإضافات الخاصة بالأعلاف من القيمة المضافة، واعتماد 37 منشأة خالية من إنفلونزا الطيور، وبما أن 75% من صناع الدواجن مركزة في صغار المربين والوزارة تريد حمايتهم، طالبنا بالتحول من التربية المفتوحة للتربية المغلقة لدعم صغار المربيين".

من جانبه ، شدد النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، على أهمية تفعيل الرقابة على سوق الأعلاف للحد من التلاعب في أسعارها، وكذلك ضرورة التوسع في زراعة الأعلاف، وذلك للحفاظ على صناعة الدواجن.

  وتابع الحصرى  :  يعد قطاع الإنتاج الداجنى، من القطاعات الإنتاجية الهامة نظرا لتحقيق الامن الغذائي، وأيضا نظرا لما يحققه ذلك القطاع من مكانة عالمية متميزة. حيث يصل حجمه بنحو 500 مليون دولار، وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تداعيات لتلك الصناعة، مثل تأخر الإفراج عن شحنات الأعلاف بسبب العملة الصعبة، الأمر الذى دعا إلى التحرك السريع للحفاظ على تلك الصناعة.

وأشاد الحصرى بتوجيهات الرئيس السيسي للإسراع في في حل مشكلة الإنتاج الداجنى واستجابة رئيس الوزراء بعقد اجتماع لبحث الحلول على ارض الواقع، مشددا على أهمية تفعيل الرقابة للتأكد من وصول الشحنات المفرج عنها الى المزارع بكل شفافية، منتقدا ان يكون سعر طن العلف 14 ألف جنيه ويتم بيعه بـ25 ألف جنيه، وكذلك دعا للتوسع في زراعة محاصيل الأعلاف.

 

تحرك عاجل

 

  الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن،  أكد من جانبه أن  صناعة الدواجن صناعة كبيرة استطاعت على مر عقود كثيرة أن تحمى مصر كأمن غذائى ، ووفرت البروتين بشكل كبير للغاية.

وأضاف نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن  في تصريحات له أنه لولا الدواجن والبيض لكانت أسعار اللحوم في مكان أخر، وتحرك الدولة ومجلس النواب لحل أزمة الأعلاف كان سريعا لحل الأزمة للوقوف على التحديات.

وتابع  :  كان هناك نقص حاد في الأعلاف بسبب تراك الذرة الصفراء وفول الصويا في الموانئ وتأثرت المزارع بشكل كبير، وهناك تحرك إيجابى من مجلس النواب ، واحتياجاتنا الشهرية هى 250 ألف طن صويا و650 ألف طن ذرة ونحتاج لتدفقات سريعة، وسيكون هناك اجتماع اسبوعى لمتابعة التدفقات.

 

ارتفع الأسعار

 

كانت أسعار الدواجن واصلت الارتفاع في الأسواق  لتصل إلى 40 جنيهاً للكيلو في أسواق التجزئة، رغم ثباتها في المزارع عند 32 جنيهاً للكيلو.

وذكر عاملون بسوق تجارة الدواجن في مصر، إن الأسعار الحالية في المزارع تكبد المربي خسائر تصل إلى 10 جنيهات لكل طائر، مشيرين إلى أن هناك ارتفاعاً غير مسبوق في سعر الأعلاف ونقصاً حاداً في كافة مدخلات الإنتاج على خلفية أزمة الدولار والإفراجات الجمركية من الشحنات بالموانئ.

وواجه  قطاع الدواجن في مصر أزمة   نقص الأعلاف وحجز شحناتها في الموانئ بسبب الإفراجات البنكية، خاصة أن مصر تستورد نحو 75% من الأعلاف والمواد الخام لصناعة الدواجن مقابل نحو 25% فقط من الإنتاج المحلي، مما أدى إلى توقف 25 ألف مزرعة دواجن عن العمل لنفاد الأعلاف، بحسب تقديرات لعاملين بقطاع تربية الدواجن،   نقلتها تقارير إعلامية .

وأكد  عبدالعزيز إمام مدير عام الإدارة العامة للأغذية والأعلاف بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة  أن  سوق الدواجن  يشهد حالة من الاضطراب في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي وصلت  إلى 25 ألف جنيه لطن الصويا و17 ألفاً لطن الأعلاف و11 ألف جنيه للذرة وهي مستويات غير مسبوقة في الأسعار  ، ولفت إلي أنه  رغم الأزمات إلا أن هناك زيادة في المعروض من المنتجات في الأسواق بسبب زيادة معدلات تخلص المربين من الدواجن على خلفية أزمة الأعلاف وعدم تواجدها .

وأكد إمام أن أكثر من 30% من المربين في الفترة الحالية تخلصوا بالفعل من الدورة الحالية ولن يكون هناك إدخال لدورات تربية جديدة خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع أزمة أسعار الأعلاف وثبات سعر الدواجن لدى المربي.

 

إفراجات بنكية

 

  رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن محمود العناني  شدد علي ضرورة استمرار الإفراجات البنكية وإطلاق سراح الأعلاف على التوالي خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها وصلت إلى 1.5 مليون طن ذرة و400 ألف طن بذرة فول صويا مكدسة بالموانئ.

وأوضح العناني  أن الاتحاد تواصل مع أجهزة الدولة لتنبيهها إلى أن صناعة الدواجن تختلف عن الصناعات الأخرى كونها لا تحتمل التأخير، لأنها تعمل على منتج حي ينتظر طعامه.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة