قال الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، إن للصيام درجات منها صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص، وهذا أعلاها منزلة.
وذكر مفتي الجمهورية خلال لقائه في برنامج «كل يوم فتوى» مع الإعلامي حمدي رزق، الذي يذاع على قناة صدى البلد، أن صوم خواص الخواص لا يصل إلى مكانته إلا كل من سما بنفسه وروحه، وطهر قلبه ونفسه من رذائل الأخلاق، مؤكدًا على أن الصيام عبادة سرية لا يطَّلع عليها أحد إلا الله تعالى؛ لذلك قسَّمه العلماء على مراتب.
وأضاف: "منها الظاهر: وهو الأكل والشرب وسائر الشهوات، وهذا صوم العوام، ومنها الباطن: وهو أعلاها، حيث يتعهد القلب وينقيه من المفاسد؛ لأن الإنسان كلما ارتقى عن المباحات وعن كل ما حرم الله يرتقي شيئًا فشيئًا إلى صوم الخواص، ثم إلى درجة خواص الخواص".
وبشأن حكم الموت في أحد أيام شهر رمضان المبارك؛ أوضح مفتي الجمهورية: "نرجو أن يكون هذا محل القبول والرجاء لهذا الزمان، وبلا شك فالصائم في طاعة، ومن مات على طاعة سيبعث على الكيفية التي مات عليها، ومن المعروف أن البلاء قد ينزل بالمؤمن للاختبار ورفع الدرجات".
واستدل المفتي بقول النبي في الحديث: "أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل، يُبْتَلَى الرجلُ على حسبِ دينه... فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ، حتى يتركه يمشي علَى الأرضِ وما عَلَيْه خَطِيئَةٌ".
وحول سؤال هل المرض يطهر من الخطايا؟، طالب مفتي الجمهورية بضرورة الصبر والاحتساب؛ خاصة وأن الابتلاء ليس وبالًا وشرًّا في كل أحواله، بل يمكن أن يكون العكس هو الصحيح، وينقلب البلاء إلى نعمة، مستدلًا بما جاء عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سَرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».