حركة فتح
أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني خلال حرب عام 1948، والتي ارتكبتها العصابات الصهيونية، لن تسقط بالتقادم، مشددة على حرص الشعب الفلسطيني وقيادته على متابعة هذه الجرائم ومحاسبة إسرائيل عليها.
وقالت الحركة- في بيان بمناسبة الذكرى الـ75 للنكبة، اليوم الأحد- "إن ما قامت به إسرائيل في هذه الحرب هو عملية تدمير ممنهجة للمجتمع الفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على الأرض الفلسطينية، ومحاولة خبيثة لاجتثاث الشعب الفلسطيني من أرض الآباء والأجداد، من أرض وطنه التاريخي، وشطب فلسطين عن خارطة الشرق الأوسط"، لافتة إلى تدمير وحرق 500 قرية وبلدة وأحياء بأكملها في المدن الفلسطينية، بهدف منع عودة المواطنين الفلسطينيين إليها وحرمانهم من حقهم.
وأضافت: إن "المقولة الإسرائيلية الشهيرة" أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "كان الهدف الحقيقي منها هو طرد الشعب الفلسطيني من وطنه، وإحلال المستوطنين الأوروبيين اليهود مكانه، لأن فلسطين كانت مأهولة بشعبها عندما بدأ الاستعمار البريطاني في تنفيذ المشروع الصهيوني وتنفيذ وعد بلفور "منذ عام 1917".
وتابعت: "النكبة ليست حدثا حصل في وقته وانتهى، ففصول النكبة لا تزال مستمرة، كما لا تزال إسرائيل تنكر على الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير على أرضه، وتتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة المعترف بها والمستندة إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية"، مشيرة إلى أن تجربة الصراع الطويلة قد أثبتت أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرض وطنه التاريخي، وهو لن يتنازل ولن يساوم على حقوقه مهما بلغت التضحيات، وفي مقدمتها وعلى رأسها حق العودة المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194.
وثمنت "فتح" قرار هيئة الأمم المتحدة بإحياء ذكرى النكبة هذا العام في مقر الهيئة بنيويورك، موضحة أن هذا القرار يمثل اعترافا دوليا مهما بالنكبة وبالفاجعة المروعة التي حلت بالشعب الفلسطيني خلال حرب عام 1948، كما أكدت أن هذا الاعتراف يجب أن يترتب عليه محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وعلى أبشع عملية تطهيرا عرقيا في العالم المعاصر.
ودعت جميع الأشقاء العرب وجميع الأصدقاء وأحرار العالم إلى إحياء ذكرى النكبة، والكشف عن الظلم المتواصل الذي تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني، كما دعت جماهير الشعب الفلسطيني العظيم وفصائل العمل الوطني إلى المشاركة بصورة بفاعلة وناشطة في فعاليات الذكرى الـ75 للنكبة.
وشددت "فتح"، كذلك على أهمية إظهار الوحدة والتلاحم ونبذ كل أشكال الانقسام والتشرذم، مشيدة في الوقت نفسه بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشييد نصب ومتحف خاصين بالنكبة، واصفة هذه الخطوة بـ "المهمة لحفظ الذاكرة الوطنية الجماعية" وعملية ضحد ملموسة للرواية الصهيونية التي تحاول تغييب النكبة وإسكات التاريخ الفلسطيني.