«ابن السُّلطة» .. عادل إمام في ذكرى ميلاده بين «الفن والسياسية»

عادل إمام

عادل إمام

تحل اليوم الأربعاء 17 مايو 2023، ذكرى ميلاد «الزعيم عادل إمام»، إذ ولد في مثل هذا اليوم عام 1940.. عادل إمام فنان مصري أصيل، يعد من أبرز علامات الكوميديا الراقية والشعبية في آن واحد.

عادل إمام في مسرحية الزعيم

الفنان الذي تحتار في شخصيته، هل هو ناصري أو ساداتي أو ليس له طيف سياسي معين تستطيع أن تلمسه.. استطاع النجم المتألق الزعيم أن يملأ القلوب بحبه وخفة دمه ورشاقة ظله، ولا يزال هذا الحب يمتد لأجيال وأجيال، حتى وصل إلى جيل زد.. فمن منهم لا يعرف الزعيم رغم أنه بعيد عن السوشيال ميديا، وفيديوهات تيك توك.

حياة عادل إمام الفنية والسياسية

في السنوات الأولى من عقد السبعينيات، وبالتحديد سنة 1973، قدم عادل إمام مدرسة المشاغبين، ووقتها أسر عادل إمام في نفسه ناصريته، و توقف عن الجهر بها، حيث كان الرئيس السادات يحكم قبضته على الشارع الناصري واليسار عموما، وفي 1976، قدم عادل إمام مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، وقتها كانت فورة الاشتراكيةوالناصرية في ذروتها، وكانت الأجواء تنذر بانتفاضة 17 و18 يناير عام 1977، في ذلك الوقت كان عادل إمام يميل إلى اليسار، ويحاكي مشاعر الشعب في مسرحيته شاهد ما شافش حاجة، ولكن عادل إمام، بعدها شارك في بطولة فيلم ضدّ المرحلة الناصرية، فأهداه الرئيس السادات كلباً، احتفظ به عادل إمام حتى مات قبل وقت قصير من مقتل صاحبه على المنصّة.

 مسرحية مدرسة المشاغبين

تنقل الزعيم السياسي والفنان كما تتنقل قطع الدومينو على المسرح، السياسي، والفني يحاكي ولسنوات طويلة، مشاعر الشعب، فالجمهور هو بوصلته الرئيسة مع قليل من الحنكة السياسية التي لا تغضب السلطة، لكنه اتحد معها كليا في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وكأنه حب رباني جذبه الى الرئيس مبارك، وهكذا طوال 30 عاماً من حكم حسني مبارك، وصف عادل إمام بأنه «ابن السُّلطة» التي أعطته مساحة جيّدة لنقدها في التسعينيات، ربّما مكافأة له على اصطفافه معها في مواجهة الإرهاب.

لا يختلف أحد على قوة وموهبة عادل إمام الفنية، فهو قد نشأ وترعرع فنيا بين العمالقة، أمثال عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس، فكلنا أحببناه.. أحببنا عادل إمام هلفوتاً، ينتصر على البلطلجي والقاتل المرتزق، أحببنا عادل إمام مشبوهاً، يقاوم شر نفسه، أحببنا عادل إمام حرّيفاً، يصارع بين الفقر والنجومية، ونمراً، يحارب تجار الكيف وغولاً، يتغول على الكبار.

جميعنا نتذكر ذلك الفتى المصري عادل إمام، ونتذكر معه أحلامنا الطائرة، جميعنا نضحك من عبقرية هذا الفنان الذي عالج القضية الفلسطينية في أكثر من عمل فني رائع، وقدم لنا حلا لها عبر سرقة أكبر البنوك بها في مسلسل«فرقة ناجي عطالله»، عادل إمام الذي عبر البحر المتوسط ليكسر الحصار عن المقاومة الفلسطينية في بيروت