وزير السياحة
أعلن أحمد عيسى وزير السياحة والآثار عن كشف أثري جديد بمنطقة آثار سقارة، نجحت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في العثور عليه.
وتم العثور لأول مرة عن أكبر ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من القلي الأثرية، وذلك خلال استكمال أعمال حفائر البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة، للعام السادس على التوالي.
وقال وزير السياحة، إن منطقة آثار سقارة تعتبر أحد أهم أجزاء جبانة منف المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي هي أيضا بمثابة متحف مفتوح يبرز جانب كبير من فترات التاريخ المصري القديم، حيث تحتضن أقدم بناء حجريا في تاريخ البشرية، وهو هرم زوسر المدرج بالإضافة إلى العديد من أهرامات الملوك والملكات.
ولفت الوزير، إلى أن الأعمال مستمرة لتحسين ورفع جودة الخدمات السياحية المقدمة بسقارة بالشراكة مع القطاع الخاص لتقدم لزائريها من المصريين والأجانب تجربة سياحية متميزة، وهو ما يأتي في إطار أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، والتي تهدف إلى تحقيق نمو سريع يتراوح ما بين 25% و30% سنويا في صناعة السياحة في مصر.
وذكر "عيسى"، أن ذلك من خلال إتاحة الوصول إلى المقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران إلى مصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، والعمل على تشجيع وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين التجربة السياحية بالمقصد السياحي المصري.
وشكر "عيسى"، أعضاء البعثة الأثرية المصرية ورئيس البعثة، ولكافة العاملين بالمجلس الأعلى للآثار على المجهود الكبير الذي يبذلونه ليقدموا مثل هذه الاكتشافات المهمة، بجانب دورهم في الحفاظ على الآثار المصرية، والذي شهده بنفسه الشهر الماضي عندما زار موقع حفائر البعثة في سقارة، وتفقد ما يقومون به من أعمال حفائر وترميم، ولقاءه بفريق العمل الذي نجح في العثور على هذا الكشف وغيره من الاكتشافات الأثرية المهمة التي تصدرت أخبارها وسائل الإعلام المحلية والعالمية والتي بدورها ساهمت في الترويج السياحي لمصر وخاصة منتج السياحة الثقافية.
ونوه وزير السياحة، إلى أن هناك الكثير من السائحين حول العالم لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما أكدته نتائج إحدى الدراسات التسويقية التي تم إجراؤها خلال الفترة الماضية، حيث جاءت شريحة السائحين اللذين يبحثون عن استكشاف الثقافة والآثار من أكثر الشرائح التي لديها طلب كبير على زيارة المقصد السياحي المصري.
وقال "عيسى"، إن سقارة ومصر لن تتوقف عن البوح بأسرارها فهناك العديد من الاكتشافات الأثرية القادمة.
من جهته، أعلن دكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة، أن الورشتين المكتشفتين تعودان لأواخر عصر الأسرة ال 30 وبداية العصر البطلمي.
وذكر "وزيري"، أن البعثة تمكنت من الكشف عن مقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة، إلى جانب عدد من القلي الأثرية، مؤكدًا على أن البعثة قامت بالعديد من الاكتشافات الأثرية المهمة منذ بدء عملها بالموقع عام 2018.
وأعرب "وزيري"، عن فخره بنجاح فريق مصري خالص من آثاري ومرمى المجلس الأعلى للآثار للعام السادس على التوالي بهذا الاكتشاف الهام.
وقال "وزيري"، إن ورشة التحنيط الآدمية التي تم الكشف عنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل، إلى عدد من الحجرات تحتوي على سريرين للتحنيط الآدمي، وتتراوح أبعاد السرير حوالي متري طول ومتر عرض و50 سم ارتفاع، وهو مكون من عدة كتل حجرية مغطى من أعلي بطبقة من الملاقط بها ميول ينتهي بميزاب.
ولفت إلى أنه تم الكشف داخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية من بينها أوان على شكل إناء الحس منتشرة في جميع الحجرات والتي ربما كان يتم استخدامها في عملية التحنيط. كما تم الكشف عن بعض الأدوات والأواني الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات التحنيط التي كانت تتم بتلك الورشة لآدميين.
أما عن ورشة التحنيط الحيوانية، فقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبني من الطوب اللبن يتوسطهما مدخل له أرضية من الحجر الجيري من الداخل مقسمة إلى عدد من الحجرات والصالات، حيث تم الكشف داخلها على عدد كبير من الأواني الفخارية وبعض الجفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام كما عثر على بعض الأدوات الخاصة بالتحنيط الحيواني كالكتان وبعض الأدوات البرونزية.
وتحتوي الورشة على 5 أسرة من الحجر الجيري، وهي غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية، لافتا إلى أنه خلال دراسة الملقى الأثرية التي تم الكشف عنها داخل هذه الورشة تشير إلى أن الورشة كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.
من جهته، كشف صبري فرج مديرا عاما منطقة آثار سقارة، والمشرف على الحفائر، أن البعثة نجحت في الكشف عن مقبرتي الأولى لشخص يدعي "نى حسوت با "، وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوالي 2400 ق. م)، ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها كبير عشرة الجنوب، مدير الكتبة، كاهن الإله حورس والآلهة ماعت، والمسئول القانوني عن شق الترع والقنوات.
أما المقبرة الثانية فهي لشخص يدعي "من خبر" من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18 (1400 ق. م) وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا كانت تعبد في مدينة قادش وعبدت في مصر في عصر الأسرة 18 وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر.
وأفاد الدكتور محمد يوسف مدير المنطقة، أن مقبرة "ني حسوت با " هي عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة، يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحملا مناظرا لصاحب المقبرة وزوجته "تب ام نفرت"، ويعلو الواجهة نصوص هيروغليفية تحمل اسما وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين، يؤدى المدخل إلى صالة عرضية أبعادها جدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمي على جانبيه مناظر جنائزية، وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.
أما عن تخطيط مقبرة "من خبر"، فأشار محمد الصعيدي مدير البعثة، إلى أنها مقبرة صخرية أغلبها منحوتا في الحافة الصخرية وبها جزء مبني من الحجر الجيري وهي تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم وألقاب لصاحب المقبرة "من خبر" وزوجته وابنه، يلي ذلك صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين.
وعثرت البعثة على نيشة في الجدار الغربي من الناحية الشمالية يصل ارتفاعها إلى حوالي 130 سم بعمق حوالي 70 سم وعرض حوالي 50 سم، حيث عثر بداخلها على تمثال من الألباستر بحجم كبير بارتفاع حوالي متر، يصور التمثال لصاحب المقبرة جالسا على كرسي ويرتدى باروكة شعر ويمسك بزهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره. واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن ويرتدى رداء طويلا يمتد حتى الساقان ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية يقرأ منها: تحتمس الثالث والرابع.
وذكر أنه يوجد على جسم التمثال 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونه باللون الأزرق في وضع رأسي تحمل اسما وألقاب صاحب المقبرة.
كما تم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.
كما تمكنت البعثة من الكشف عن عدد من القلى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى "نا سو حنو" وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى "شبسس كا " من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبيين لسيدة تدعى "شبسسكا"، وتابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الانتقال الثالث.
وتضمنت أيضًا، مجموعة من موائد للقرابين، وأبواب وهمية، ومجموعة من التمائم المصنوعة من الفيانس والأحجار، وتماثيل أوشابتى، وأجزاء من بردية، وقطع من البرونز، وجعارين ، وأجزاء من أختام طينية، ومجموعة من الأواني الفخارية والأدوات التي كانت تستخدم في ورشة التحنيط، ومجموعة من الأواني الفخارية التي تحوي جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز) 600 ق. م، وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير، ونواويس خشبية ملونة.