الرئيس السيسي
أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي التي تعقد صباح غد الأحد بالعاصمة الكينية نيروبي بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتمتع بوضع خاص، حيث استحدثت تلك القمة خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي عام 2019، وكان هناك جهد مصري لتطوير آليات عمل الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن الرئاسة المصرية كان لها بصمات في ذلك الصدد، حيث اقترحت مصر عقد تلك القمة التنسيقية التي يطلق عليها قمة منتصف العام لتحقيق هدف محدد يتمثل في متابعة التكامل الاقتصادي الإقليمي الأفريقي.
وقال المتحدث الرسمي- في تصريحات للوفد الصحفي المرافق للرئيس السيسي خلال زيارته الحالية إلى نيروبي- إن الغرض الرئيسي من تلك القمة اقتصادي رغم وجود ملفات سياسية أخرى، مشيرا إلى أن القمة تعقد بحضور 13 دولة أفريقية منها خمس دول تشكل أعضاء مكتب الاتحاد الأفريقي، و8 دول تشكل رؤساء التجمعات الاقتصادية الإقليمية بالقارة.
وأضاف أن مصر تشارك في تلك القمة بوصفها رئيسا للوكالة الأفريقية للتنمية "النيباد"، علاوة على كونها الرئيس السابق لتجمع الكوميسا، لافتا إلى أن القمة ستركز على متابعة ما تم على صعيد التكامل الإقليمي بالقارة، وبصفة خاصة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي أطلقت خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي عام 2019، واتفاقية التجارة الحرة التمييزية، والخطوات المستقبلية لتحقيق التكامل الإقليمي بالقارة.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي سيلقى كلمتين خلال قمة نيروبي، حيث يستعرض الرئيس خلال الكلمة الأولى خطة مصر في ظل ترأسها الحالي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات النيباد، لافتا إلى أن النيباد بدأت بمبادرة منذ أكثر من 20 عاما من جانب 5 دول أفريقية هي مصر والسنغال ونيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر، وطرأ تطور نوعي في دور النيباد، حيث أصبحت بمثابة الوكالة المعنية بالتنمية بأفريقيا، والذراع التنموي للاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى مصر ستركز خلال رئاستها للنيباد على العمل على تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، منوها إلى أن الرئيس الكيني ويليام روتو أبدى اهتماما بالغا بموضوع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، حيث أرسل مبعوث خاص إلى القاهرة منذ عدة أشهر لتسليم الرئيس السيسي رسالة تناولت سبل تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية.
وقال إن الرئيس السيسي سيتطرق خلال كلمته بالقمة، إلى إعداد الخطة العشرية الثانية لأجندة التنمية الاقتصادية للنيباد 2024-2034، والتي تتضمن الاستفادة من الدروس المستقاة من الخطة العشرية الأولى، مشيرا إلى أن مصر ستركز أيضا على محورين هامين في إطار النيباد يتمثل الأول في دفع البنية التحتية وتمويلها بالقارة، باعتبارها عاملا هاما لتحقيق التنمية والاستقرار والتشغيل والربط بين الدول الأفريقية التي ينتمي نحو 60 في المائة من سكانها إلى فئة الشباب.
وأضاف أن المحور الثاني الذي ستركز عليه مصر يتمثل في التحول الصناعي وسبل زيادة القيمة المضافة الصناعية في الاقتصاديات الأفريقية باعتبارها أولوية خلال رئاسة مصر للنيباد.
وأشار إلى أن الكلمة الثانية للرئيس السيسي والتي سيلقيها بوصفه الرئيس الحالي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 27، أمام جلسة البيئة والتغيرات المناخية والاقتصاد الأزرق بقمة نيروبي ستتضمن استعراض الجهود المصرية في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية والتكيف مع تغيرات المناخ وصندوق الخسائر والأضرار الذي تم الاتفاق عليه خلال قمة كوب 27 بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، والذي يعد مكسبا تاريخيا للدول النامية لأنه يعتبر اعترافا بوجود دول نامية تدفع ثمنا باهظا جراء التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي سوف يشير في كلمته الثانية أيضا إلى مبدأي العدالة المناخية، والمسئولية المشتركة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية مع الأخذ في الاعتبار تباين الأعباء التي تختلف من دولة لأخرى.
وقال إنه يوجد نشاطا مكثفا، واهتمام صادق ومخلص ومستمر من مصر تجاه القارة الأفريقية وخاصة منذ وصول الرئيس السيسي إلى الحكم عام 2014، وتبلور ذلك مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، ورئاسة تجمع الكوميسا لمدة عامين والنيباد خلال العامين القادمين.
وأضاف أن مصر تقوم بدور قيادي بالقارة الأفريقية ضمن آليات رسمية بالاتحاد الأفريقي منذ خمس سنوات متصلة، منوها إلى الزيارات المتعاقبة التي قام بها الرئيس السيسي إلى عدد كبير من العواصم الأفريقية والتي كان آخرها جولته في زامبيا وأنجولا وموزمبيق في يونيو الماضي، علاوة على زيارته الحالية إلى نيروبي.
وقال المتحدث، إن الرئيس السيسي سيجرى مباحثات مع نظيره الكيني ويليام روتو على هامش القمة غدا الأحد، تركز على بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلًا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل التعاون لبلورة أطر العمل الأفريقي المشترك بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج بالقارة، مشددا على أن العلاقات المصرية الكينية في عهد الرئيس روتو طيبة للغاية، حيث أبدى الرئيس الكيني حرصه على الانفتاح في التعاون مع مصر.
وأضاف أن القمة المصرية الكينية غدا تعد الثالثة من نوعها بين الزعيمين خلال أقل من شهرين، حيث التقى الزعيمان خلال القمة الأفريقية بالعاصمة الزامبية لوساكا، وقمة التمويل بباريس في يونيو الماضي منوها إلى التقارب في وجهات النظر والتفاهم المشترك بين الزعيمين بشأن كافة القضايا ومن بينها تلك المتعلقة بحوض النيل.