جانب من اللقاء
استقبل الدكتور أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، فيكرام ميسري نائب مستشار الأمن القومي الهندي، برفقة أجيت جوبتيه السفير الهندي لدى القاهرة؛ لبحث سُبُل تعزيز الحوار بين الأديان والتعاون المشترك.
وذكر "الطيب"، أن علاقة الأزهر والهند علاقة قديمة متجدِّدة؛ حيث يصل عدد الطلاب الهنود المسجلين في مختلف المراحل التعليميَّة بالأزهر الشريف قرابة الـ ٥٠٠ طالب وطالبة، من بينهم ٢٥٤ طالبًا يتواجدون على مِنحٍ يقدمها الأزهر لطلاب الهند، فضلًا عن وجود عددٍ من مبعوثي الأزهر في الهند لنشر المنهج الأزهري.
وأشار شيخ الأزهر، إلى اعتماد ١٣ مدرسة هندية لمعادلة التَّدريس بالمنهج الأزهري، لافتًا إلى أن التعاون شمل أيضًا تدريب الأئمة الهنود؛ حيث تم تدريب ١٨٨ إمامًا هنديًّا في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.
وأكَّد "الطيب"، أن رسالة الأزهر هي رسالة عالميَّة تقوم على تعزيز السلام والحوار بين الجميع، فضلًا عن مساعدة المسلمين في الاندماج إيجابيًّا في مجتمعاتهم بما يضمن لهم الحفاظ على عقيدتهم وحرية ممارستهم لشعائرهم، ومشاركتهم في تعزيز السِّلم المجتمعي داخل مجتمعاتهم.
وشدد على أن الأزهر الشريف قد بذل خلال السنوات القليلة الماضية جهودًا كبيرةً في سبيل تعزيز الحوار بين الأديان والتَّعايش وقبول الآخر، معربًا عن استعداد الأزهر للمشاركة في أي جهود حكيمة تسعى لتخفيف الاحتقان والتعصب بين أتباع العقائد المختلفة، والقضاء على كل ما من شأنه أن يؤجِّج مشاعر الغضب بين أصحاب العقائد.
ونوه شيخ الأزهر، إلى انفتاح الأزهر على المؤسسات الدينيَّة والثقافيَّة حول العالم بهدف تعزيز دور علماء الدين في المساهمة في احتواء الصِّراعات وتعزيز الحوار والانفتاح الإيجابي على الآخر، كما عقد الأزهر مؤتمرًا عالميًّا لتفنيد مصطلح "الأقليات" واستبداله بمصطلح "المواطنة"، وما يتبعه من تمتع الجميع بنفس الحقوق والواجبات.
وأكد "الطيب"، أن المسلمين جزء لا يتجزأ من تاريخ الهند وحضارته، وأن الهند بلد معروف بتنوعه الثقافي والديني والاجتماعي، وأن الأمر لو تُرِكَ لمتعهدي العنف والتطرف ومروجي الكراهية من الطرفين لوصل إلى ما لا يحمد عقباه!.
من جانبه، شدد نائب مستشار الأمن القومي الهندي، على تقدير بلاده لما يقوم به شيخ الأزهر من جهودٍ كبيرةٍ في نشر قيم الأخوة والحوار والسلام العالمي، وأنَّ بلاده تقدر جيدًا صوت الأزهر المسموع والمؤثر عالميًّا، وأهمية صوت شيخ الأزهر الحكيم في ترسيخ قيم الحوار والتعايش السلمي والاحترام المتبادل.
ودعا المسئول الهندي، شيخ الأزهر لزيارة الهند، وعقد مباحثات مع كبريات المؤسسات الدينية والثقافية في البلاد، مشددًا على أن زيارته للهند ذات أهمية كبرى وستكون زيارةً تاريخيةً، وسوف تحظى باهتمام كبير من كل طوائف المجتمع الهندي.
وذكر: "التنسيق لتلك الزيارة المرتقبة سيجري بشكل مكثف، حتى يتسنَّى لشيخ لقاء ممثلين من مختلف العقائد في الهند، مع مناقشة سُبُل تعزيز الحوار بين أتباع الديانات، وترسيخ الاحترام المتبادل".
من جانبه، رحَّب الإمام الأكبر بزيارة الهند، وعقدِ مباحثات مع مختلف الطوائف الدينيَّة والمؤسسات الثقافية، بما يخدم القضاء على كل صور التعصب، ونشر قيم الحوار وترسيخ الاحترام المتبادل.