جرمين عامر
مسرح لجريمة .. عابرة للحدود
مكانها : الفضاء الرحب .. الكون كله بما فيه
زمانه : تعدي عقارب الساعة، ومقاييس خط جرينتش، الغي فروق التوقيت بين الدول والقارات.
مسرح .. يشهد في صمت .. علي ارتكاب جرائم من نوع خاص
جرائم معلوماتية .. ضد الانسانية
الجاني .. تخلي فيها عن الصورة الذهنية لمحمود المليجي وتوفيق الدقن وعادل ادهم واستيفان رستي
هدم الاستيريوتيب Stereotype للتيشيرت المقلم بالعرض الابيض في الاسود
والجوانتي الجلد .. لاخفاء بصماته
الشخص الفاشل .. ذو السلوك السئ .. والمقهور من المجتمع ..
الذي يرتدي نظارة القراصنة علي احدي عينيه
وجهه ملئ بعلامات الاجرام
ليتحول الي .. مجرم ميتافيرسي
الجاني المعلوماتي .. شرير بجدارة
شديد الذكاء .. خبيث يجيد الحيل والالاعيب
مجرم محترف .. ولكنه غير عنيف .. متكيف مع مجتمعه
نختلف او نتفق ..
المجرم المعلوماتي .. ليس له شكل ولا لون ولا مقاييس لطول وعرض ولا طائفة
لكنه .. مجرم متعلم .. متطور لابعد الحدود .. يجيد بل يحترف التعامل مع انظمة الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات .. يتمتع بقدره فائقة علي تعديل وتغيير البرامج الالكترونية بمهارة يحسد عليها.
يخترق بمهارة عالية خصوصيات ومعلومات الاخرين .. حتي اقرب الناس له.
ليتاجر بها .. في سوق الفضاء .. لمن يدفع اكثر .. ويحكم السيطرة اكثر واكثر..
ورغم تعدد صور الاجرام المعلوماتي ..
الا ان اتفاقية بودابيست 2001, اقرت ثلاث عناصر اساسية لمسرح الجريمة المعلوماتية, اولها : انها تتم عن طريق اجهزة وانظمة ذات تقنية حديثة. ثانيا : انها تتم عبر شبكة المعلومات الدولية (الانترنت). ثالثا : انها تتم في سرية تامة تستهدف اختراق واتاحة البيانات والنظم المعلوماتية للافراد والشركات والمجتمع.
خطورة هذه الجرائم .. لا تتوقف عند السب او التشهير او القذف او التهديد او الابتزاز، لالاف بل مئات البشر, ولكن وصلت لجرائم الاضرار بالمصلحة العامة للمجتمع مثل : مزاولة نشاط بدون ترخيص، والاضرار بالمال العام، والاتجار في الاجهزة المحظورة، والنصب، والاحتيال، واختراق، وقطاع الاتصال، والاتلاف للاجهزة والنظم والتطبيقات.
والخسائر هنا ..
بلغت 6 ترليون دولار في 2021. وسط توقعات عالمية بارتفاع حجم خسائر للجرائم الالكترونية الي 10.5 ترليون دولار بحلول 2025 كما ذكرت مجلة Cybercrime.
وصاحب الخسائر المادية .. ارتفاع الاعدد لتصل الي 556 مليون جريمة عام 2017 اي بمعدل 1.5 مليون جريمة في اليوم و18 هجمة في الثانية فواحد من بين 10 مستخدمين.
بريطانيا العظمي .. وحدها
تقع بها جريمة او هجمة الكترونية كل 10 ثواني. اي ما يعادل 8 الاف جريمة في اليوم لتصل الي 3 مليون جريمة في العام الواحد.
بالطبع .. يتربع علي عرش مسرح الجرائم الالكترونية: التحرش وسرقة الهوية واختراق الحاسب الآلي وسرقة المعلومات او التخريب. كذلك الحصول علي الاموال والاحتيال والسطو علي ارقام بطاقات الائتمان.
مع ظهور فيروس كورونا 2020، اتخذت الجرائم الالكترونية اشكالا متعددة. وتزايد معدل التهديد والابتزاز للعديد من المؤسسات لتصل الي 35%. لذلك قامت المؤسسات باستثمار اموال طائلة في عمليات تشفير منظومة التطبيقات المستخدمة لديها حتي تتمكن من حماية بياناتها.
وعلي الرغم .. من صعوبة الكشف عن ملابسات الجريمة الالكترونية.. لان مسرح فضائها مفتوح ..
الا ان العالم الفرنسي "إدموند لوكارد" اكد انه مهما اتسع مسرح الجريمة بالاحداث والاشخاص والملابسات، فالكشف عن الجاني يكمن في اتباع اثره "فلكل تلامس .. لابد له من اثر"
واثر الجريمة المعلوماتية .. يكمن في الاحتكاك والاتصال والتلامس بين الجاني الذكي واداة الجريمة من حاسب آلي وانظمة الكترونية والمجني عليه ومسرح الاحداث كوني.
ياله .. من مسرح لجريمة .. عابرة للحدود