تحاول اسرائيل فرض أمر واقع فى الحرب مع حزب الله.. فالكيان المحتل يصعد لأقصى درجة من أجل الوصول لنقطة اتفاق يتم من خلالها وقف التصعيد العكسى.
يأتى ذلك بعد أن سجلت المواجهات بين اسرائيل وحزب الله ذروتها مع رد حزب الله القوى بإطلاق الحزب عشرات الصواريخ المتوسطة المدى باتجاه مناطق جنوب حيفا والجليل اليوم الأحد، ألمح مسئولون إسرائيليون إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى خفض التصعيد على الحدود بين البلدين.
كما زعموا أن هجماتهم المتزايدة ضد حزب الله لا تهدف إلى إثارة حرب موسعة بل محاولة للتوصل إلى وقف التصعيد من خلال التصعيد.
وأوضحوا أن إسرائيل تعتقد أن ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله قد يدفعه إلى الموافقة على اتفاق دبلوماسي يعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال والمدنيين إلى جنوب لبنان بغض النظر عن المفاوضات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقل موقع «أكسيوس».
حرب شاملة
في المقابل كشف مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "قلقة للغاية" من خطر نشوب حرب شاملة، لكنها تأمل في استخدام الضغط العسكري الإسرائيلي المتزايد على حزب الله للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
لكنهم أكدوا أن هذه المعادلة صعبة للغاية، ويمكن أن تخرج بسهولة عن السيطرة وتؤدي إلى حرب شاملة.
أتت تلك التسريبات فيما تشعر الولايات المتحدة بالقلق على نحو متزايد من أن الاغتيالات والهجمات التي نفذتها إسرائيل خلال الأيام الماضية في لبنان قد تضع الصراع مع حزب الله على منحدر زلق وخطير، ما دفع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشارا بايدن بريت ماكجورك وعاموس هوشستين إلى إجراء عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت، بهدف التهدئة.
كما جاءت بعد غارة إسرائيلية طالت مبنى سكنيا في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يعقد تحت الأرض اجتماع لعدة قادة من حزب الله، ما أدى إلى مقتل 16 منهم بينهم قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل، فضلا عن 21 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
وكانت عدة مناطق لبنانية شهدت يومي الثلاثاء والأربعاء خرقاً أمنيا إسرائيليا غير مسبوق، حيث تفجرت آلاف أجهزة البيجر و «ووكي توكي» التي يستخدمها عناصر الحزب، فضلا عن الأطقم الطبية في لبنان، مخلفة عشرات القتلى وأكثر من 2800 مصاب.