شرفت بمشاهدة فيلم ( لعل الله يرانى ) والذى حصد جائزة أفضل فيلم فى مهرجان اسكندرية السينمائى ...
وبعدها أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة عنه ولكن بأسم جديد للفيلم وأسميته ( لعلنى أرى الله ) ... وهذا ليس تقليلا من أسم الفيلم فهو أكثر من رائع وهو وحده كاف ليأخذك لبحر من الامواج يهدأ تارة ويعلو تارة ويصرخ قائلا هذه هى الحياة !
وكعهدى دائما معه عندما اشاهد اعماله الفنية يأخذنا السيناريست المبدع / جوزيف فوزى ...لخانات اللامعقول والمجهول فى الحياة وينقلنا فجاة لخانات المعلوم والمعقول
بل والواجب ايضا !
وعندما قال من سبقنا ان للاسماء حظ ودلالة ... فهم بالفعل أحسنوا القول ...وأنا أؤكد لكم هذا !
ودليلى ( سهر الصايغ ) عندما تشاهد لها عملا فنيا حتما ستسهر تتذكر وتحلل وأما ان تبكى لحزنها فى مشهد أو تبتسم فرحا بنصرتها فى مشهد اخر ...
واذا أردت أن تنفد وتقيم فأنت لا تحتاج لناقد فنى بل ستذهب حتما لصايغ يثمن جواهر ولالىء ابداعها فى مختلف أدوارها الفنية!
( أحببت الجميع ولم يحبنى أحد ولذلك سوف أرحل ) كلمات كتبها جوزيف فوزى واتقنتها وقالتها سهر الصايغ وشاهدها وسمعها الجمهور ورد الفعل أغمض عينيه وهز رأسه موافقا ومتذكرا كل لحظات الضعف التى مر بها ...
/ بطلة الفيلم هى (دينا ) التى جسدتها سهر الصايغ فتاة لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها ولكن بداخلها يأس وحزن يجعلها تتخطى الخامسة والتسعين ...
عجز وتجاعيد المشاعر تسربت اليها وتملكتها قبل تجاعيد العمر والسنين !
ويأتى مشهد قد يمر على الكثيرين مرور الكرام دينا تتجه لاستلام بطاقة الرقم القومى الخاصة بها ... معظمنا ان لم يكن جميعنا يركز عند استلام بطاقته على شكل الصورة وكم من الافيهات وضحكات تطلق بعد مشاهدتها ...
ولكن كان للسيناريست جوزيف فوزى رؤية أعمق ومختلفة فسمعت دينا صوت داخلى لرجل يقول ... انتى مجرد رقم
.رقم وسط ملايين الارقام وجودك من عدمه مش هيضيف حاجة .
ويأتى مشهد اخر ودينا تتحدث مع صاحب الصوت فيديو ويؤكد لها نفس المعلومة قائلا كويس انك عرفتى حقيقة نفسك محدش بيحبك انا عمرى ما شفت تليفونك بيرن .
وبعد كل هذه الكلمات المحبطة التى لا تقود الا لطريق واحد هو الانتحار . تبدأ دينا بالفعل فى اتخاذ القرار . هى صدقت واقتنعت ان لا احد يحبها والله لا يراها !
ولكن الله لم يقل كلمته بعد . وعندما قالها ظهرت بسمة جارتها التى استنجدت بها لأن والدتها مريضة ظهرت بسمة لتطلب المساعدة وكانت دينا هى النجدة .
نسيت دينا قرار الانتحار وعادت للحياة مرة أخرى بشكل جديد تساعد وتساند ولسان حالها يقول انا لى هدف انا لى دور .
وهناك فى المستشفى وجدت الدور الأكبر عندما شاهدت طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ومصابا بالسرطان ولكنه كان يبتسم ويرسم فى كراستة بالوان مبهجة وكأنه يقول للحياة انا هنا وسأظل وسأضحك وسأشفى !
وأمسكت دينا الكراسة والالوان ورسمت الطفل وهو طبيب يرتدى البالطو وشعره كثيف . دينا أعطت الأمل بالشفاء . دينا أعطت الأمل بالحياة بعد أن كانت على بعد دقائق بل ثوان من فقدها .
وعندما تعود دينا للمنزل تجد الاصدقاء يتشاجرون ويعانقون ويتسائلون . أنتى فين يا دينا ؟ قلقتينا عليكى .
لتبدأ دينا مرحلة ثالثة فى نفس اليوم تضم من يحبونها ويقلقون لاختفائها ... تصمت وتبتسم ولكن قلبها ينبض فرحا قائلا أنا مهمة أنا محبوبة انا مش مجرد رقم ...
أنقذت حياة سيدة مريضة وأدخلت البسمة والفرحة لطفل السرطان وأدركت مدى حب أصدقائى ومعارفى لى .كل هذا فى عدة ساعات .
فكيف أقول ان الله لا يرانى ؟
نجح السيناريست الفنان جوزيف فوزى والمخرج المبدع محب وديع فى توصيل الرسالة ...
الله يرانا ويشعر بنا ويتدخل لانقاذنا فى الوقت المناسب ...
والمهم والأهم أن نراه نحن !