جرمين عامر – عضو اتحاد الاعلاميين العرب
لطالما .. ارتبط عالم الجريمة بالرجال ..
ولكن هذا العالم المثير ..
اقتحمته .. حواء بذكائها ودهائها.
لتقلب .. الموازين باظافرها الناعمة.
فتخلع .. ثوب الضحية الضعيفة.
وترتدي .. عباءه المحتالة الذكية.
ووجدت .. حواء في عالم المال والاعمال والعملات المشفرة ملعب جديد.
لتحقيق .. مكاسب سريعة حتي ولو علي حساب القانون والاخلاق.
اولهم : سارة هاو، بطلة احد اهم القضايا المالية التي روتها المحاكم والسجلات الجنائية الامريكية عن الاحتيال والنصب والتلاعب بالنساء. اسست سارة هاو اول بنك متخصص للنساء باسم "ودائع السيدات" عام 1879. استغلت قدرتها علي الاقناع ومارست حيلها النفسية علي ضحاياها من النساء. ونصبت شباكها العنكبوتية. واستغلت قلة معلوماتهم وخبرتهم في ادارة اموالهم. فوعدتهم بفوائد شهرية كبيرة ومنحتهم اياها مقدما بمجرد ايداع اموالهم في البنك علي سبيل الثقة وكسب عملاء جدد.
فاثار لعابهم، لدرجة انهم، لم يسحبوا فوائد الاموال، طمعا في زيادتها مع مرور الوقت.
اكتسبت .. سارة شهرة واسعة لدرجة انها جذبت 1200 حساب بقيمة 500 الف دولار. ولان الصناعة البنكية الامريكية، في ذلك الوقت، لم تكن قد وصلت لمرحلة النضوج والتقدم الحالي. فقد كانت تفتقد الي الجهاز التنظيمي والرقابي القوي.
وبدات .. الشكوك تدور حول نشاط هذه البنك الادخاري المخصص للنساء فقط. ولكن سرعان ما اكتشف امر سارة هاو. وادارتها لاكبر عملية نصب واحتيال علي السيدات. فهي لم تكن تستثمر الاموال المودعة، بل كانت تدفع ارباح للمستثمرات السابقات من اموال المستثمرات الجدد. والقت السلطات الامريكية القبض عليها وتم الحكم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات.
ولكنها .. لم تستوعب الدرس، فعند خروجها من السحن، قامت بانشاء بنك "المراة" واستخدمت قدرتها الاحتيالية، للمرة الثانية، في اقناع النساء علي ايداع اموالهم بهذا البنك. وتم القبض عليها للمرة الثانية وسجنت 3 سنوات اخري.
فهل !! استوعبت سارة هاو الدرس الثاني؟!!
اطلاقا .. بعد خروجها من السحن, سافرت الي شيكاجو. وانشات بنك جديد متخصص للنساء. وهربت بعد عمليات نصب واحتيال قدرت بحوالي 700 الف دولار.
وتلونت .. حواء.
لتغير .. ثوبها.
وترتدي .. ثوب الرقمنة والعملات المشفرة.
حيث السرعة والابتكار.
فوسعت .. نشاطها.
لتتلاعب .. بعقول واموال الرجال والنساء معا في شبكات ومراهنات دولية.
استخدمت .. ذكائها التقني والقدرة علي المناورة الرقمية.
لتسطر .. فصل جديد علي مسرح الجريمة الالكترونية.
وتصبح .. سيدات العملات المشفرة، ابطالا في قصص تفوق الخيال.
تستغل .. محتالة هانم, العالم الافتراضي في تحقيق مكاسب هائلة.
لتؤكد علي جبروت المراة !!
من هيذر مورجان، صاحبة اللقب الاشهر في عالم العملات المشفرة "ملكة التشفير" والتي تورطت هي وزوجها ليشتنشاين في واحدة من اكبر جرائم سرقة العملات المشفرة. حيث سرقت حوالي 119،754 بيتكوين من منصة بيتفينكس Bitfinex عام 2016 بقيمة حوالي 4.5 مليار دولار وفقا لموقع بلومبرج الشرق.
وتم القبض عليها هي وزوجها في عام 2022 لتكشف التحقيقيات عن سلسلة من اعمال النصب والاحتيال والتخفي في حسابات وهمية لاستثمار الاموال المسروقة في اصول مختلفة.
الي بيتينا ميلر، التي استدرجت مجموعة من المستثمرين الي مشروع وهمي. وجمعت به ملايين الدولارات. يعتمد المشروع الوهمي علي تعدين عملة البيتكوين الرقمية. ووعدتهم بمكاسب ضخمة. فغابت عقولهم من الطمع والاحلام بمكاسب سريعة دون تعب. حتي تم القبض عليها. ووجهت لها تهم الاحتيال المالي وغسل الاموال.
ثم كاترينا اندوود، التي استغلت العملات المشفرة في عمليات غسل الاموال لصالح عصابة دولية. وظفت خبراتها وذكائها في علوم التكنولوجيا، وانشئت مجموعة من الحسابات والشبكات الرقمية الوهمية. لتخفي الهوية الحقيقة. وتستطيع تحويل الاموال غير المشروعة باستخدام عملة البيتكوين. حتي تم القبض عليها عام 2020 وحكم عليها بالسجن.
واخيرا .. آنا سواريز والتي ابتكرت وابدعت في عمليات الاحتيال والنصب باستخدام العملات المشفرة المسروقة عبر الهجمات السيبرانية. كانت تبيعها في السوق السوداء علي الانترنت بارقام خيالية، ضمن شبكة دولية. حتي تم القبض عليها واغلاق الشبكة.
المدهش في الامر !!
ان نسب مستخدمي العملات المشفرة من النساء محدودة يمثل حوالي 20-30%. وذلك بالمقارنة بالرجال الذين يشكلون نحو 70-80% نتيجة لدوافع الاستثمار والمخاطرة العالمية. الا ان هناك اقبال يتزايد من النساء علي المضاربة في العملات المشفرة، كوسيلة لتنوع استثمارتهم وتحقيق الاستقلال المالي.
ومع تطور عوالم الميتافيرس والتوسع في تطبيقاته، ازداد الإقبال على العملات المشفرة. كاداة رئيسية لتسهيل التعاملات. واصبحت جزءًا من البنية التحتية المالية للعالم الرقمي. خاصة في ظل الاستثمارات المتزايدة في شراء الاصول الغير قابلة للاستبدال (NFTs).
وعلي الرغم من حملات التوعية من مخاطر العملات المشفرة الموجه لحماية الأفراد والمستثمرين من قبل : الحكومات، البنوك المركزية، والهيئات المالية، بالإضافة إلى الإعلام والمؤسسات التعليمية. إلا أن جرائم الاحتيال والنصب الالكتروني في تزايد مستمر. حتي ان خسائرها زادت لتصل الى 45% خلال 2023 بالمقارنة ب2022. وفقا لتقديرات مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي. بالاضفة الي خسائر المستثمرون والتي بلغت نحو 5.6 مليار دولار.
لهذا تسعى العديد من البنوك المركزية إلى تحقيق التوازن بين دعم الابتكار في مجال العملات المشفرة وضمان استقرار النظام المالي وحماية المستهلكين. ومع تزايد اهتمام الحكومات بتقنية البلوكتشين والعملات الرقمية، ظهرت الضرورة الي وجود آطر تنظيمية متطورة تستوعب التحديات والفرص المرتبطة بالعملات المشفرة الحالية والمستقبلية.