سر ظهور اللون الأخضر وعلاقة هنري بونسو.. قصة علم سوريا الجديد

ظهر في الساعات الأخيرة علم سوري جديد، يظهر فيه اللون الأخضر بدلًا من الأحمر، بعد سيطرة الفصائل الحرة على مقاليد الحكم وهروب بشار الأسد وعائلته.

وفيما يلي تتابع الأحداث التي عاشتها سوريا على مر التاريخ، وأثرت على شكل العلم الرسمي للبلاد...

كانت سوريا جزءًا من الدولة العثمانية منذ عام 1516 حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1918، رفعت سوريا علم الثورة العربية بعد انهيار الدولة العثمانية.

وبعد معركة ميلسون في عام 1920، احتلت فرنسا سوريا، وظلت تحت الانتداب الفرنسي حتى عام 1932، حيث تم رفع لأول مرة علم الجمهورية السورية.

وفي 14 أيار من عام 1930 أصدر المفوّض السامي للجمهورية الفرنسية في سورية ولبنان المسيو هنري بونسو قراراً برقم 3111 يقضي بوضع دستور دولة سورية، وجاء في المادة الرابعة من الباب الأول ما يلي: "يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسّم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاث نجوم حمراء ذات خمسة أشعة".

رمزية العلم السوري

يتكون علم الاستقلال السوري من ألوان تحمل رمزية تاريخية:

اللون الأخضر يرمز للخلافة الراشدة.
اللون الأبيض يمثل الدولة الأموية.
اللون الأسود يرمز إلى الدولة العباسية.

أما النجوم الحمراء الثلاثة، فكانت تمثل في البداية ثلاث مناطق سورية هي: حلب، دمشق، ودير الزور.

التعديلات على العلم بعد 1936

في عام 1936، بعد ضم سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا، تغيرت معاني النجوم:

النجمة الأولى تمثل حلب ودمشق ودير الزور.
النجمة الثانية تمثل جبل الدروز.
النجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية.

استقلال سوريا وتبني العلم الرسمي

في عام 1946، أعلنت سوريا استقلالها واعتمدت العلم السوري الرسمي، الذي استمر حتى إعلان الوحدة مع مصر في 1958، حيث تم تبني علم الوحدة الذي اعتمد الألوان الأحمر، الأبيض، والأسود، مع تغيير لون النجوم إلى الأخضر.

فترة الانفصال وتطور العلم السوري

بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة في 1961، عاد استخدام العلم السوري القديم مرة أخرى. وفي عام 1963، بعد سيطرة حزب البعث على الحكم، تم تبني علم جديد يتكون من ثلاثة خطوط أفقية (أحمر، أبيض، أسود) مع نجمتين باللون الأخضر. كان هذا العلم يعكس الرغبة في تحقيق الوحدة العربية.

الاحتجاجات في 2011: عودة العلم الأخضر

مع اندلاع الاحتجاجات ضد النظام في 2011، ظهر علم الاستقلال الأخضر مجددًا في الشوارع. حملته حشود المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط النظام. كما تبنته المعارضة السورية المسلحة والائتلاف الوطني السوري، واستخدمته الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.