الخارجية الأمريكية تعلن مراجعة تصنيف الجولاني كـ"إرهابي"

قال سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تراجع الآن تصنيف أبومحمد الجولاني (أحمد الشرع) وهيئة تحرير الشام وكل الجماعات في سوريا والتي كانت مصنفة سابقًا "منظمات إرهابية".

وأضاف وربيرج، في مداخلة ببرنامج «حضرة المواطن» عبر قناة «الحدث اليوم»، مساء الثلاثاء، أن تصنيف أمريكا لبعض الجماعات «منظمات إرهابية» أو فرض بعض العقوبات على جهة معينة، ليست هدفًا في حد ذاته، ولكنه وسيلة للضغط على الشخص أو المجموعة لتغيير سلوكها، بما في ذلك العقوبات على روسيا وإيران وسوريا.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجع العقوبات والتصنيفات، لمعرفة هل أدت هذه العقوبات إلى تغييرات بالفعل أم لا؟.

وتابع: «الآن في هذه الساعات هناك مكاتب وإدارات في الحكومة الأمريكية تقوم بهذه المراجعات بالنسبة للجولاني وهيئة تحرير الشام، وأي مجموعة أخرى في سوريا كانت مصنفة كمنظمة إرهابية».

وأكد وربيرج، أنه لا يستبق أي قرارات ستصدر عن الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، متابعًا: «لكن بدون شك الآن لدينا سوريا جديدة وظروف جديدة لم تكن موجودة منذ أسبوع، وهذة التغيرات تدفع للتفكير في كل العقوبات والتصنيفات».

وأشار إلى أن فرض أمريكا عقوبة أو تصنيف إرهابي على شخص أو جماعة معينة لا يجرم التواصل مع هذا الشخص أو الجهة، موضحًا أن القانون الأمريكي يمنع تمويلها ولكن لا يمنع التواصل معها.

تصدر أبو محمد الجولاني، زعيم  هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، مجددًا عناوين الأخبار عقب بدء تحالف المعارضة السورية المسلحة بقيادته هجومًا مباغتًا على نظام  بشار الأسد أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

مع بدء هجوم المعارضة، انتقل الجولاني من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال في مسعى واضح لتغيير صورته، حيث عمد إلى الإشارة إلى نفسه باسمه الحقيقي، أحمد الشرع، وليس اسمه الحركي "أبو محمد الجولاني" الذي لُقب به لسنوات طويلة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

تخلّى الجولاني، البالغ من العمر 42 عامًا، تدريجيًا عن العمامة البيضاء التي كان يضعها في بداية الحرب ليرتدي زيًا عسكريًا وأحيانًا الزي المدني. 

أصبح عضوًا في تنظيم القاعدة في العراق، بقيادة الإرهابي أبو بكر البغدادي، الذي قاد لاحقًا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الأكثر تطرفًا، وفي النهاية تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قبل انتحاره بحزام ناسف في عام 2019.

اعتقلت القوات الأمريكية الجولاني، الذي أعرب عن إعجابه بمهاجمي القاعدة الانتحاريين الذين قتلوا الآلاف في هجوم عام 2001 على برجي التجارة العالمي في نيويورك، أثناء القتال في العراق، ولكن تم إطلاق سراحه.

وفي عام 2011، عندما أشعل الربيع العربي انتفاضة قمعت منذ فترة طويلة في سوريا، أعاد البغدادي الجولاني إلى وطنه.

مع استمرار البغدادي في الولاء لتنظيم القاعدة في هذه المرحلة، تم تكليف الجولاني بإنشاء مجموعة محلية سورية للمعركة ضد الأسد - تسمى جبهة النصرة.
وجال الأربعاء، 4 ديسمبر/ كانون الأول، في قلعة حلب التاريخية، ثاني أكبر مدن  سوريا، بعدما سيطر مقاتلوه عليها، وأرسل "تطمينات" إلى المسيحيين بأنهم لن يتعرضوا للأذى.

ثم أعلن السيطرة على حماة  في وسط البلاد، وقال إنه لن يكون هناك "ثأر" للمجزرة التي ارتكبت في المحافظة على أيدي قوات الرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الأسد قبل عقود، بعد انتفاضة للإخوان المسلمين.

وتسارع تقدم الفصائل المعارضة وصولًا إلى  العاصمة  دمشق فجر الأحد، 8 ديسمبر/ كانون الأول، مع فرار بشار الأسد.

من هو أبو محمد الجولاني؟

أبو محمد الجولاني هو الاسم المعروف لزعيم تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وهي جماعة مسلحة نشأت كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا، قبل أن تنفصل عنه لاحقاً. اسمه الحقيقي غير مؤكد، لكن هناك تقارير تشير إلى أن اسمه قد يكون أحمد حسين الشرع، وهو سوري الجنسية من محافظة درعا.

مسيرته:

1. التحاقه بتنظيم القاعدة: بدأ الجولاني نشاطه ضمن صفوف تنظيم القاعدة في العراق تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق. وقد لعب دورًا بارزًا هناك قبل أن يعود إلى سوريا مع اندلاع الحرب الأهلية.

2. تأسيس جبهة النصرة: أطلق جبهة النصرة في سوريا عام 2012 كفرع للقاعدة لمحاربة النظام السوري. سرعان ما نمت الجماعة واكتسبت شعبية بسبب تنظيمها وأدائها العسكري ضد القوات الحكومية.

3. الانفصال عن القاعدة: في عام 2016، أعلن الجولاني عن تغيير اسم الجماعة إلى جبهة فتح الشام وقطع ارتباطها الرسمي بتنظيم القاعدة، ثم تأسيس هيئة تحرير الشام في 2017 كمظلة أوسع تضم فصائل أخرى.

4. دوره الحالي: لا يزال الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، وهي قوة عسكرية وسياسية تسيطر على معظم محافظة إدلب. تسعى الهيئة إلى تقديم نفسها كلاعب محلي معارض بدلًا من منظمة جهادية دولية.

مواقفه:

• يزعم الجولاني أن تنظيمه يسعى إلى تحقيق "أهداف محلية" مثل الإطاحة بنظام الأسد وحماية المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.
• على الرغم من محاولاته لإعادة تشكيل صورة الجماعة، لا تزال هيئة تحرير الشام مدرجة كمنظمة إرهابية في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا.