أعربت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن "تفاؤل حذر" حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى خيبات الأمل السابقة.
تفاؤل حذر
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين: "أرى أن التفاؤل الحذر هو طريقة منصفة لوصف الوضع، رغم أن الواقعية تخفف منه كثيرا"، نقلا عن فرانس برس.
ولفت إلى أنه "كانت هناك أوقات في الماضي عندما اقتربنا (من الاتفاق) واعتقدنا أن سد الخلافات أمر ممكن، ولم نصل في نهاية المطاف إلى اتفاق".
وأضاف أن "كل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به هو الضغط ومحاولة التوصل إلى تسويات، لكن لا يمكننا إملاء خيارات كل طرف، على الطرفين اتّخاذ هذه القرارات بنفسيهما".
وأكد مسؤولون إسرائيليون أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة خلال 10 أيام، فيما كشفت مصادر مطلعة، لـ"العربية/الحدث"، الاقتراب من الوصول إلى الصفقة النهائية حول غزة.
وذكرت حماس أن الاتفاق بات ممكنا إذا توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة.
وقالت إن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار مع حماس وتبادل الأسرى قد يبدأ تنفيذه نهاية ديسمبر الجاري.
كما أوضحت المصادر أن هناك اجتماعا خلال أيام لمسؤولين إسرائيليين ومصريين لحسم عدة نقاط بشأن اتفاق غزة، مشيرة إلى أن نقطتين فقط متبقيتان حول صفقة غزة يتم حاليا الانتهاء من بلورتهما.
وبينت المصادر ذاتها أن هناك ضغوطا لإبرام الصفقة مع أعياد الميلاد ويكون هناك وقف لإطلاق النار عدة أيام مع الإفراج عن المجموعة الأولى من الأسرى.
كذلك قالت إنه تم الانتهاء من قائمة أسماء الأسيرات الإسرائيليات من بينهم مزدوجي جنسية للإفراج عنهن في المرحلة الأولى من الاتفاق.
إلى ذلك قالت مصادر لرويترز إنه من المتوقع توقيع اتفاق وقف النار في غزة خلال الأيام المقبلة.
وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف النار في غزة، فيما نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر مطلع نفيه التقارير الإعلامية عن قدوم نتنياهو إلى مصر.
فريق إسرائيلي في الدوحة
في السياق، قال مسؤول مطلع على المحادثات، لوكالة "رويترز" إن فريقا فنيا إسرائيليا موجود في الدوحة لإجراء محادثات مع وسطاء قطريين بشأن "القضايا المتبقية" في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وقال المسؤول إن المحادثات تركز حاليا على سد الفجوات بين إسرائيل وحماس بشأن الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار.
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الحكومة باتت أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما أكد أن صفقة التبادل المحتملة ستحظى بدعم الأغلبية في الحكومة التي يرأسها نتنياهو.
بدوره، أشار مسؤول في حماس إلى إحراز تقدم غير مسبوق في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
إلا أنه اعتبر أن على نتنياهو اتخاذ القرار النهائي بهذا الصدد، حسب موقع "واينت" الإسرائيلي.
كما أوضح في الوقت عينه أن الخلافات لا تزال قائمة حول عدد الأسرى الذين يجب إطلاق سراحهم في إطار الصفقة.
كذلك، كشف أن الطرفين لم يتمكنا بعد من التوصل إلى اتفاق بشأن أي من الأسرى سيتم الإفراج عنهم.
جولات وصولات
وكان هذا الملف قد شهد، على مدار أشهر، جولات وصولات توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في القطاع الفلسطيني المدمر، غير أنها تبددت لاحقاً، فيما تبادلت كل من إسرائيل وحماس اللوم وتحميل المسؤولية في الوصول إلى طريق مسدود.
كما شكل تمسك إسرائيل بالبقاء العسكري في القطاع ضربة لجهود الوسطاء، وعائقاً قوياً أمام تقدم المحادثات.
يذكر أنه لا يزال نحو 100 أسير إسرائيلي محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط تقديرات إسرائيلية بأن نصفهم لقوا حتفهم.
بينما يقبع في السجون الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين منذ سنوات.