تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة نادية لطفي، التي ولدت في 3 يناير 1937 تحت اسمها الحقيقي "بولا محمد شفيق"، وتركّت بصمة كبيرة في السينما المصرية والعربية.
من بولا إلى نادية لطفي: بداية مسيرة فنية مشرقة
ولدت نادية لطفي في حي عابدين، ودرست في المدرسة الألمانية. اكتشف المخرج رمسيس نجيب موهبتها السينمائية وأعطاها الاسم الفني "نادية لطفي".
ظهرت لأول مرة في فيلم "سلطان" عام 1959، لتكون هذه بداية انطلاقتها في عالم السينما.
انطلاقة حقيقية: "النظارة السوداء" ومسيرة طويلة
جاء دورها في فيلم "النظارة السوداء" عام 1963 ليكون نقطة تحول في مسيرتها، حيث قدمت خلال ما يقارب أربعة عقود أكثر من 75 فيلمًا تركت خلالها بصمة كبيرة في السينما المصرية.
أدوار تاريخية ومشاركات مع كبار المخرجين والفنانين
تميزت نادية لطفي بأدوارها في أفلام تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية هامة. تعاونت مع كبار المخرجين مثل شادي عبد السلام في "المومياء" ومع يوسف شاهين في "صلاح الدين".
وشاركت سعاد حسني في فيلم "للرجال فقط" وأثرت في جمهورها في أفلام مأخوذة عن روايات نجيب محفوظ مثل "بين القصرين" و"السمان والخريف".
نادية لطفي: الفنانة المناضلة
لم تقتصر شهرة نادية لطفي على أعمالها الفنية فقط، بل كانت أيضًا ناشطة في دعم القضايا الوطنية. كان لها دور كبير في دعم الشعب الفلسطيني، حيث وثقت جرائم الاحتلال الإسرائيلي وساندت الفلسطينيين.
تكريم نادية لطفي من القيادات الفلسطينية
تم تكريم نادية لطفي من قبل الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث ظهرت في صورة شهيرة معه وهو يضع على كتفها الشال الفلسطيني. كما كرّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنحها وسام "نجمة القدس" تقديرًا لإسهاماتها في دعم القضايا الفلسطينية.
نادية لطفي: "الفنان موقف"
نادية لطفي كانت مثالًا للفنان الذي يؤمن بأن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير الاجتماعي والنضال من أجل القضايا العادلة. رفعت شعار "الفنان موقف"، مما جعلها أيقونة وطنية وصوتًا للحق.
الحياة الشخصية والفنية: اسمها الحقيقي وسبب التسمية
حصلت نادية لطفي على دبلوم من المدرسة الألمانية عام 1955. كان والدها محبًا للفن والسينما، ومن هنا جاءت تسميتها بـ "بولا" نسبة إلى راهبة كانت مع والدتها أثناء ولادتها في المستشفى.
حصلت نادية لطفي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمسيرتها الفنية، بما في ذلك جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة.
توفيت نادية لطفي في 4 فبراير 2020، ولكنها ستظل حية في ذاكرة السينما والمشاهدين بفضل إرثها الفني العظيم ومواقفها الإنسانية النبيلة