تسعى مصر للاكتفاء ذاتيا من إنتاج الغاز الطبيعي والدخول في نادي المصدرين مرة أخرى، عقب إعلان مصاد تشغيل حقل ظهر مرة أخرى في نهاية يناير.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية (المشغلة لحقل ظهر)، كلاوديو ديسكالزي، إن الحفار سيصل الحقل في يومي 28 أو 29 يناير الجاري لاستئناف عمليات الحفر، متوقعًا أن تعود مصر إلى معدلات الإنتاج والتصدير الكبيرة للغاز في غضون عامين على الأكثر.
وأشاد ديسكالزي، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس، بالجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية لتطوير قطاع البترول، مع التركيز على ما يمتلكه القطاع من بنية تحتية متطورة.
وتتفق تصريحات رئيس إيني بشأن موعد عودة مصر لتصدير الغاز، مع ما أعلنه مدبولي، في 16 يناير الجاري، حيث قال: نأمل في العودة إلى تصدير الغاز بحلول 2027.
استعادة إنتاجية الغاز الطبيعي
وأوضح أن الحكومة تسعى لاستعادة إنتاجية الحقول، بعد انخفاض الإنتاج خلال الفترة الماضية نتيجة للتعثر في سداد مستحقات الشركاء الأجانب، مشيرًا إلى أن انتظام الحكومة في سداد مستحقات شركات البترول، ساهم حتى الآن في حفر 105 آبار منها 95 بئرا للزيت و10 آبار غاز طبيعي، وتمت إضافة 64 ألف برميل لإنتاج الزيت الخام يوميًا و 271 مليون قدم غاز.
وأضاف أن هذه الآبار ستوفر للدولة نحو 1.5 مليار دولار في 6 أشهر أو 3 مليارات دولار على مدار العام، هي فاتورة استيراد الزيت والغاز اللازمة لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في حالة عدم حفر هذه الآبار.
وتعهدت الحكومة بعودة إنتاج الغاز إلى مستوياته ما قبل الأزمة بحلول يونيو 2025، عبر خطة تتضمن سداد مستحقات الشركات الأجنبية وزيادة الإنتاج وعمليات حفر الآبار الجديدة والاستكشاف، ووفقا للمعلن سددت الحكومة حتى نوفمبر الماضي قرابة 3.5 مليار دولار من إجمالي متأخرات الشركات الأجنبية البالغة 4.5 مليار دولار.
أكبر حقل للغاز الطبيعي
يشار إلى أن حقل ظهر يعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي في مصر، وذلك بعد اكتشافه في عام 2015 بمنطقة امتياز بالبحر المتوسط بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، حيث بدأ الإنتاج في الحقل في ديسمبر 2017 بإجمالي 350 مليون قدم مكعب يوميًا، وفي أغسطس 2018، وبعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، ارتفع الإنتاج ليصل إلى ملياري قدم مكعب يوميًا، بفضل تشغيل 10 آبار، إضافة إلى خمس وحدات إنتاج برية وأربعة خطوط بحرية، وبحلول سبتمبر 2018، تمكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، مع توجيه الفائض للتصدير.
في أغسطس 2019، بلغ الإنتاج ذروته بوصوله إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا خلال المرحلة الثالثة من المشروع، بعد تشغيل ثلاث وحدات إنتاج جديدة وأربعة آبار إضافية وخطين بحريين و بحلول عام 2021، احتلت مصر المركز 13 عالميًا والثاني في أفريقيا في إنتاج الغاز الطبيعي، بعدما كانت في المركز الـ19 عالميًا في 2015.
كما نجحت مصر في التحول إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعي ودخول نادي المصدرين، اعتبارًا من عام 2018، مع دخول حقل ظهر مرحلة التشغيل التجاري.