الشرع: معركة إسقاط الأسد خلال 11 يوماً نتيجة تخطيط خمس سنوات

كشف رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تفاصيل معركة إسقاط نظام الأسد، التي جاءت بعد خمس سنوات من التخطيط الدقيق والتنسيق بين فصائل المعارضة المسلحة.

الثورة السورية لم تكن ضعيفة

وأكد الشرع في مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، أن الثورة لم تكن ضعيفة كما يظن البعض، مشيرًا إلى أن القوى العسكرية المنضوية تحت لوائها اكتسبت خبرات كبيرة تفوقت بها على قوات النظام في عدة جوانب.

وأوضح أن الضباط العسكريين في صفوف الثورة خاضوا معارك ساهمت في صقل مهاراتهم إلى مستويات عالية، ما جعلهم يتمتعون بتفوق استراتيجي وعسكري على النظام.
وكشف الشرع عن لقاء جمعه مع أحد الضباط الغربيين بعد أسبوعين من انتهاء المعركة، حيث قال: "التقيت بالضابط دون ذكر اسم الدولة، وكان قد تابع مجريات المعركة عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة".

وتابع: “خلال اللقاء، خرج الضابط تمامًا عن الحديث الدبلوماسي، وقف على قدميه وقال: لقد كانت هذه المعركة بمثابة مدرسة عسكرية عظيمة، تستحق أن نكون نحن تلاميذ فيها، ثم قام بإهدائي وسامًا كان يحمله على صدره”.

مستقبل سوريا

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الحكومة الجديدة ستعتمد على الكفاءات وأن البلاد لا تزال في حالة إعادة بناء القانون. وبشأن حل الجيش أكد الشرع أن البديل حاضر اعتمادا على خبرات الضباط المنشقين.

وقال الرئيس السوري الاثنين إن بلاده تحتاج إلى أربع أو خمس سنوات لتنظيم الانتخابات، بعد أقل من أسبوع على تعيينه رئيسا للبلاد، وأقل من شهرين على إطاحة الرئيس بشار الأسد.

ويأتي ذلك فيما قُتل 20 شخصا على الأقل الإثنين في تفجير سيارة مفخخة في مدينة منبج بشمال سوريا، في منطقة تشهد أعمال عنف بين فصائل موالية لتركيا وقوات كردية، بحسب الرئاسة السورية التي تعهدت إنزال "أشد العقوبات" بالمرتكبين.

وأوضح الشرع "لدي تقدير أن المدة ستكون تقريبا بين 4 إلى 5 سنوات وصولا للانتخابات، لأننا نحتاج إلى بنية تحتية واسعة، وهذه البنية تحتاج إلى إعادة إنشاء وتحتاج إلى وقت".

الانتخابات السورية

وكان الشرع أكّد أواخر كانون الأول/ديسمبر في مقابلة مع قناة العربية أن تنظيم انتخابات في سوريا قد يتطلب "أربع سنوات".
وأكد في المقابلة أن نظام الحكم في سوريا سيكون "جمهوريا، وفيها برلمان وحكومة تنفيذية".

وفي السياق، أكد الشرع أن "معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوماً كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".

وفي أول مقابلة تلفزيونية بعد توليه رئاسة الجمهورية، قال الشرع إن "النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان، وجنّد كل إمكانياته"، مضيفاً: "البعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في إدلب، ورغم ذلك بدأناها".

وأكد أن "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام"، معتبراً أن "سوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".

وتابع: "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات، وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ. وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعاً للمحافظة على مؤسسات الدولة".

وأضاف الشرع: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا".

وفي سياق متصل، قال الشرع إنه "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية. ونحن حالياً نعتمد على الكفاءات الفردية.. وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".

وأكد أنه يحاول "تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب، وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".


وأشار رئيس المرحلة الانتقالية إلى أن تأكيده المتكرر على قوة الثورة لم يكن مجرد شعارات، بل استند إلى معطيات دقيقة ومقارنات منهجية بين إمكانيات قوى الثورة والنظام، حيث أظهرت هذه المقارنات تفوقًا واضحًا للثورة على مستويات السياسة، والاقتصاد، والاستخبارات، والعسكرية، وحتى الاجتماعية.

خطة اقتصادية ورؤية لمستقبل سوريا

وفيما يتعلق بالشأن الاقتصادي، استعرض الشرع خطة إصلاح شاملة تمتد لعشر سنوات، تهدف إلى تحويل سوريا إلى بيئة استثمارية جاذبة، مع التركيز على إعادة النازحين وتعزيز العلاقات الدولية. كما شدد على ضرورة بناء مؤسسات قائمة على القانون والمواطنة، بعيدًا عن المحاصصة الطائفية.

وفيما يخص العدالة الانتقالية، أكد على أهمية محاسبة المسؤولين عن الجرائم، مع ضمان الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي.

سقوط النظام خلال 11 يومًا

وأوضح الشرع أن المعركة التي أدت إلى سقوط النظام استمرت 11 يومًا فقط، رغم أن الأسد كان متربعًا على السلطة لعقود. وأكد أن هذا النجاح لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة عمل دؤوب على مدى خمس سنوات، تم خلالها توحيد الفصائل العسكرية واستيعاب مختلف القوى في إدلب، ما أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي.

وأضاف أن المرحلة القادمة ستتركز على إتمام وحدة الأراضي السورية تحت سلطة واحدة، مشددًا على ضرورة بناء دولة قوية ترتكز على العدالة والحوكمة الرشيدة.

يمين الصفحة
شمال الصفحة