![](https://media.alhassad.com.eg/2025/2/large/1691190175970202502121017411741.jpg)
قال محمد العريان رئيس كلية كوينز في كامبريدج والخبير الاقتصادي العالمي، إنه من المقرر أن يمتنع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة لفترة طويلة، بعد تقرير التضخم الأكثر سخونة من المتوقع.
وأضاف العريان، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج اليوم الأربعاء، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، من الناحية النظرية، يجب أن يرفع أسعار الفائدة الآن، إذا كان ملتزما حقا بهدف التضخم بنسبة 2%.
تثبيت سعر الفائدة لأطول فترة
وتابع: لكن من المرجح أن يبقي على أسعار الفائدة، ويتسامح مع ارتفاع التضخم لحماية النمو الاقتصادي والاستثنائية الأمريكية.
وأوضح، أنه في ظاهر الأمر، هذا ليس خبرا جيدا لبنك الاحتياطي الفيدرالي، سوف يتسامحون مع التضخم المرتفع وسيستمرون في وعدنا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأعتقد أننا سنتوقف مؤقتا، وسوف يظل زر التوقف مؤقتا لفترة أطول بكثير مما كانت الأسواق تتوقعه.
تضخيم تقلبات السوق
انتقد العريان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وزملائه بسبب رد فعلهم المبالغ فيه تجاه البيانات الاقتصادية وتقديم إرشادات مستقبلية مربكة للمستثمرين، مما يؤدي إلى تضخيم تقلبات السوق.
وقال: بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس لديه ترسيخ استراتيجي. لم يصدر عن الفيدرالي أي توجهات مستقبلية للسياسة النقدية ذات معنى، وهذا هو الخطأ الكبير.
وأضاف العريان أن بيانات التضخم الساخنة لم تكن نشازا، لأنها متسقة مع البيانات الاقتصادية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، يوضح التقرير أن الشركات والمستهلكين أصبحوا الآن أكثر حساسية لزيادات التكاليف الفعلية والمتوقعة، وهذا اقتصاد مختلف.
الإبقاء على أسعار الفائدة
وكان الفيدرالي الأمريكي، قد أبقي على أسعار الفائدة في اجتماعه الأول خلال 2025 عند 4.50%، بعد ثلاث تخفيضات متتالية في 2024، ومن المقرر أن يعقد البنك اجتماعه المقبل في 19 مارس المقبل.
وأوضح باول، خلال كلمته نصف السنوية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، أن الفيدرالي يمكنه الإبقاء على السياسة النقدية التقييدية لفترة أطول، إذا استمر الاقتصاد في إظهار قوته ولم يتراجع التضخم نحو المستهدف البالغ 2%.
وأشار إلى أن هناك إمكانية لتيسير السياسة النقدية في حال ضعف سوق العمل بشكل غير متوقع أو انخفض التضخم بوتيرة أسرع مما هو متوقع، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي يظل قويًا بشكل عام، لكن التضخم لا يزال مرتفعًا نسبيًا.
وتزامنت تصريحات باول مع تطبيق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سياسات جديدة تشمل تعريفات جمركية وإجراءات متعلقة بالهجرة، ما قد يؤثر على النمو الاقتصادي والتضخم.
بيانات التضخم الأمريكية
وينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية غدًا الأربعاء، والتي ستوفر إشارات حول مسار أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد عالمي، وفي الوقت نفسه، تزايدت المخاوف بشأن تصاعد الحرب التجارية، خاصة بعد قرار ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 25%، بعد أن كانت 10% سابقًا.
خفض الفائدة
وحذر جيمس نايتلي، كبير خبراء الاقتصاد الدولي في "آي إن جي"، من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الغموض يجعل الاحتياطي الفيدرالي في وضع ترقب وانتظار.
وأوضح نايتلي أن السياسات التي ينتهجها ترامب تحمل العديد من المتغيرات المتناقضة، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بالمسار الاقتصادي المقبل، مشيرًا إلى أن الثقة في التوقعات الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، وبالتالي بالنشاط الاقتصادي العالمي، تبدو منخفضة للغاية في الوقت الحالي، في ظل تداخل العوامل السياسية والاقتصادية وتأثيراتها غير الواضحة بعد.