
أكد عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، أن إنشاء خط رورو سريع بين الموانئ المصرية والكرواتية يمثل خطوة محورية لدعم الصادرات المصرية وتعزيز مكانة مصر كمركز لوجستي إقليمي ودولي.
وأوضح أن هذه المبادرة تأتي استكمالًا لنجاح خط الرورو بين مصر وإيطاليا، مما يسهم في توسيع نطاق الصادرات المصرية نحو الأسواق الأوروبية بتكلفة أقل وزمن شحن أسرع.
دور نظام الرورو في تسهيل عمليات التصدير وتقليل زمن العبور
أوضح السمدوني أن نظام الرورو (Roll-on/Roll-off) يعتمد على نقل الشاحنات المحملة بالبضائع عبر العبارات البحرية، مما يقلل من زمن العبور بين الدول ويسهل عمليات التصدير والاستيراد.
كما أشار إلى أن هذا النوع من النقل يسهم في خفض التكلفة اللوجستية وتقليص المدة الزمنية لوصول الصادرات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الاضطرابات التي تشهدها سلاسل الإمداد العالمية.
التعاون اللوجستي بين مصر وكرواتيا وتعزيز التكامل الاقتصادي
أشار السمدوني إلى أن التعاون بين مصر وكرواتيا لا يقتصر على التبادل التجاري فقط، بل يمتد ليشمل الخدمات اللوجستية وإنشاء تحالفات استثمارية في مجالات البنية التحتية وإعادة الإعمار في الدول المجاورة، مما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين.
كما كشف أن التبادل التجاري بين مصر وكرواتيا تراجع من 212 مليون دولار عام 2022 إلى 160 مليون دولار في 2023، وهو ما يتطلب العمل على تنويع الصادرات المصرية وزيادة التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، بهدف تجاوز حاجز المليار دولار في السنوات المقبلة من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.
فرص استثمارية وحوافز لتعزيز الشراكة الاقتصادية
وأشار السمدوني إلى أن هناك 33 شركة كرواتية تعمل في السوق المصرية باستثمارات تبلغ نحو 20 مليون دولار، وهو رقم متواضع مقارنة بالفرص الاستثمارية المتاحة.
كما أكد أن اتفاقيات منع الازدواج الضريبي وبرامج التمويل المقدمة من الاتحاد الأوروبي توفر فرصًا كبيرة يجب استغلالها لجذب المزيد من الاستثمارات الكرواتية إلى مصر.
واقترح عددًا من المحاور لتعظيم الاستفادة من خط الرورو الجديد، أبرزها:
- توسيع نطاق الاتفاقيات التجاريةلتسهيل حركة البضائع بين البلدين وإزالة أي معوقات تنظيمية تؤثر على تدفق التجارة.
- إطلاق حوافز للمصدرين والمستثمرين لدعم التصنيع المشترك والتصدير للأسواق الأوروبية.
- تشجيع إقامة مشروعات صناعية مشتركة بين الشركات المصرية والكرواتية، خاصة في قطاعات مثل الأخشاب، الصناعات الغذائية، والمستلزمات الطبية.
- تعزيز النقل متعدد الوسائط لربط خط الرورو الجديد بشبكة السكك الحديدية والطرق السريعة، مما يسهم في تحسين كفاءة عمليات النقل والشحن.
نحو مستقبل لوجستي أقوى بين مصر وكرواتيا
ختامًا، شدد السمدوني على أهمية استغلال هذه الفرصة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مؤكدًا أن نجاح خط الرورو الجديد سيسهم في دعم التجارة المصرية، وتقوية الروابط اللوجستية مع أوروبا، وزيادة تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.