
صرح عصام مهنا، محامي أسرة الطفل ياسين، أن مديرة المدرسة لم تكن متهمة في القضية ولكنها كانت تدافع عن الجاني وقدمت مستندات للنيابة بأن الجاني لا يأتي للمدرسة إلا يومين فقط في الأسبوع وهما الأثنين والخميس، مشيرة إلى أن الطفل ياسين كان يغيب يومي الإثنين والخميس لمدة ثلاثة أشهر.
تأجيل قد يؤذي الطفل نفسياً
وأوضح مهنا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج «تفاصيل» المذاع على قناة «صدى البلد2» :"رغم محاولات التأجيل التي تمت في بداية الجلسة، كنا مستعدين تمامًا للمرافعة، لأن التأجيلات في قضايا من هذا النوع تؤذي نفسيًا الطفل وأسرته، والطفل ياسين كان موجودًا معنا منذ الصباح، ونام داخل القاعة من شدة الإرهاق.
وأشار مهنا إلى أن مواد الاتهام التي قُدمت في بداية القضية كانت مقتصرة على مواد قانون العقوبات، والتي تضع الحد الأقصى للعقوبة عند 15 عامًا من الأشغال الشاقة المؤقتة، لكن اليوم تم تعديل القيد والوصف القانوني بإضافة مواد جديدة من قانون الطفل، تجرم وتشدد العقوبات في جرائم الاعتداء الجنسي، خصوصًا إذا كان الطفل تحت رعاية المتهم، ما قد يرفع العقوبة إلى حد الإعدام.
حكم عادل
وأضاف مهنا:"ترافعنا أمام هيئة المحكمة، وكذلك دفاع المتهم، ثم قضت المحكمة بالحكم الذي أثلج صدور الجميع، ورد نار الأم والأب، والطفل لا يدرك حجم ما جرى، فهو لا يزال في السادسة من عمره، بالكاد بدأ دراسته في مرحلة كي جي 1 طفل صغير تعرض لفعل مشين، لا تحتمله لا فطرة الإنسان ولا حتى الحيوانات.
واختتم بقوله:"نحمد الله على هذا الحكم العادل، بعد أن نجحنا في تحويل مجرى القضية من حكم مخفف إلى إدانة حقيقية تعبّر عن حجم الجريمة".
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تشكيل لجنة التعليم الخاص بالوزارة ومديرية التربية والتعليم بالبحيرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقالة مديرة مدرسة الكرمة للغات الخاصة بدمنهور.
تشكيل لجنة لمراجعة أعمال المدرسة
كما قررت وزارة التربية والتعليم، تشكيل لجنة لمراجعة كافة أعمال المدرسة وعرض تقرير عاجل بذلك الشأن، تنسيقًا مع محافظة البحيرة.
وقضت محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة في إيتاي البارود، برئاسة المستشار شريف كامل عدلي وعضوية المستشارين أحمد حسونة عزب، أدهم محمد سعيد، ومحمد سعيد عبد الحميد، بمعاقبة المتهم بهتك عرض الطفل ياسين، تلميذ مدرسة الكرمة بدمنهور، بالسجن المؤبد، وذلك في أولى جلسات المحاكمة.
احتشاد أمام المحكمة
وشهدت المحكمة توافد العشرات من المواطنين الذين احتشدوا أمام مقر الجلسة تعبيرًا عن دعمهم الكامل للطفل ياسين وأسرته، مؤكدين وقوفهم ضد أي اعتداء على الأطفال. وردد الحاضرون هتافات تطالب بالعدالة، قائلين: "حق ياسين لازم يرجع"، و"إحنا جايين علشان ندعم ابننا".
من جانبها، ناشدت صديقة والد ياسين وسائل الإعلام بعدم تصوير الطفل، مؤكدة أن والدة ياسين لن تتنازل عن حق ابنها مهما طال الزمن، وقالت: "ياسين حالته النفسية صعبة جدًا، وبنطلب من الناس تقف جنبنا".
كما شدد أحد الأهالي على أهمية توقيع أقصى عقوبة على المتهم، معتبراً أن ما حدث هو اعتداء صارخ على براءة الأطفال، وأضاف: "كلنا موجودين علشان ندعم ياسين، لأنه مش بس ابن أسرته، هو ابننا كلنا".