
خلال 100 يوم من ولايته الثانية، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصدد قلب الأوضاع السياسية الراهنة في الولايات المتحدة وفي العالم رأساً على عقب، وتقع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قلب هذه التغيرات المنتظرة.
أول 100 يوم من رئاسة ترامب
قال الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم ينجز خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية المفترضة أي بناء يُذكر، بل مارس سياسة الهدم المستمر لكل ما هو مستقر في النظام السياسي الأمريكي.
وأشار "عبد الجواد" خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد" المذاع على قناة TeN، مساء الأربعاء، إلى أن ما يفعله ترامب يُشبه ما تفعله "النظم الثورية"، مضيفًا: "انتهوا الـ100 يوم، لكننا لم نرَ فيها بناءً فقط عملية هدم ممنهجة".
وأكد أن الثقة في الولايات المتحدة تراجعت بشكل حاد على مستوى العالم، والحلفاء التقليديين باتوا يبحثون عن بدائل استراتيجية، نتيجة تكرار التصرفات الأمريكية التي تزعزع الاستقرار العالمي.
تأثير الرسوم التجارية
ونوه بأن ترامب استخدم القدرات الاقتصادية الأمريكية كسلاح للضغط على الآخرين، متبعًا سياسات فجة في زيادة الرسوم التجارية، ضمن ما وصفه بـ"تسليح الاقتصاد"، مشيرًا إلى أن ترامب يتعامل مع الانتشار العسكري الأمريكي وكأنه خدمة مدفوعة.
وتابع "من يستفيد من الجيش الأمريكي يجب أن يدفع ولم تعد واشنطن تقدّم الأمن كجزء من دورها العالمي، بل أصبحت قوة مرتزقة تبيع الحماية".
استطلاع رأي
أظهر استطلاع جديد للرأي لرويترز/إبسوس أن نسبة تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظلت ثابتة هذا الأسبوع، لكن الاستياء يتزايد حول طريقة تعامله مع الاقتصاد ونهجه المتشدد تجاه الهجرة، مع القلق من حرب تجارية عالمية والدفع باتجاه زيادة عمليات الترحيل.
وأظهر الاستطلاع الذي أُجري يوم الأحد أن 42 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون أداء الرئيس الجمهوري في منصبه، دون تغيير عن استطلاع سابق أجرته رويترز إبسوس قبل أسبوع. وظلت نسبة الذين لا يؤيدون رئاسته عند 53 بالمئة.
وانخفضت نسبة المؤيدين لإدارة ترامب للاقتصاد نقطة مئوية واحدة إلى 36 بالمئة وهو أدنى مستوى في ولايته الحالية أو في فترة رئاسته بين عامي 2017 و2021، وارتفعت نسبة غير المؤيدين خمس نقاط لتصل إلى 56 بالمئة.
وتصاعدت المخاوف من حدوث ركود في الأسابيع القليلة الماضية مع خوض ترامب حربا تجارية عالمية ورفع الرسوم الجمركية إلى مستويات عالية جعلت خبراء الاقتصاد يحذرون من أن التجارة مع بعض الدول، لا سيما الصين، قد تتوقف تقريبا.
وما زال التضخم يمثل نقطة حساسة. وجاء فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين بعد تسارع التضخم في عهد سلفه الديمقراطي جو بايدن. لكن وتيرة التضخم لم تتراجع تقريبا في عهد ترامب، ولا يؤيد 59 بالمئة من المشاركين في أحدث استطلاع للرأي أجرته رويترز إبسوس طريقة تعامله مع تكاليف المعيشة في أمريكا، مقارنة بنسبة 32 بالمئة ممن يؤيدون نهجه في هذا الشأن.