
شهدت الحدود بين الهند وباكستان تصعيدًا عسكريًا هو الأخطر منذ أكثر من 20 عامًا، بعد تبادل كثيف للقصف المدفعي والصاروخي بين الجانبين. وأسفرت المواجهات عن سقوط 34 قتيلاً على الأقل من الجانبين، بينهم مدنيون وعسكريون، في حين أعلن كلا الطرفين عن إسقاط طائرات حربية خلال الاشتباكات.
حرب الهند وباكستانوأعلن اللواء أحمد شريف شودري، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أن القوات الهندية شنت هجمات صاروخية أوقعت 26 قتيلاً و46 مصابًا في الجانب الباكستاني.
في المقابل، أكدت السلطات الهندية مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 29 آخرين في بلدة بونش، الواقعة ضمن الشطر الهندي من إقليم كشمير، نتيجة قصف مدفعي مصدره الأراضي الباكستانية.
تاريخ التصعيد بين البلدين
على مدى أكثر من عقدين، شهدت العلاقة بين الهند وباكستان سلسلة من المواجهات والتوترات السياسية والعسكرية، من أبرزها:
-
اندلاع اشتباكات في منطقة كارجيل الجبلية الواقعة بإقليم كشمير، بعد أن سيطرت قوات غير نظامية مدعومة من باكستان على مواقع هندية، ما أدى إلى مواجهات عنيفة انتهت بوساطة دولية.
-
هجوم مسلح على مبنى البرلمان الهندي في نيودلهي، أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، واتُهمت جماعات باكستانية بالتورط، ما أدى إلى توتر كاد يتسبب في حرب جديدة.
-
عملية إرهابية كبرى في مدينة مومباي، استهدفت فنادق فاخرة ومركزًا يهوديًا ومحطة قطار، وخلّفت أكثر من 160 قتيلًا، ما أدى إلى قطع الحوار السياسي بين البلدين لعدة سنوات.
-
اقتحام قاعدة جوية هندية قرب الحدود مع باكستان من قبل مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا، واشتبكوا مع القوات الهندية لساعات طويلة قبل أن تتم السيطرة على الموقع.
-
هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة أوري أدى إلى مقتل عدد من الجنود الهنود، فردّت الهند بتنفيذ ما وصفته بـ"ضربات دقيقة" على أهداف داخل باكستان، لكن الأخيرة نفت اختراق أجوائها.
-
تفجير انتحاري استهدف قوات الأمن الهندية في كشمير، وأدى إلى مقتل العشرات. وردت الهند بغارات جوية داخل الأراضي الباكستانية، ثم تبادلت الدولتان قصفًا جويًا وأسقطت كل منهما طائرات للأخرى.
-
إلغاء الهند للوضع الخاص لإقليم كشمير، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية جديدة، وردّت باكستان بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي ووقف التبادل التجاري.
تصعيدات حديثة وتعليق اتفاقيات
مؤخرًا، قُتل عدد كبير من المدنيين بعد استهداف مجموعة مسلحة لسياح هندوس في كشمير، واتهمت الهند جماعات مدعومة من باكستان بالوقوف وراء الهجوم. بينما نفت إسلام أباد مسؤوليتها، وطالبت بتحقيق دولي محايد.
وفي تطور خطير، علّقت الهند العمل بمعاهدة مياه نهر السند التي تنظّم تقاسم المياه بين البلدين، وردّت باكستان بتجميد جميع أشكال التبادل التجاري، حتى عبر أطراف ثالثة.
كما أغلقت الدولتان مجالهما الجوي أمام شركات الطيران التابعة لبعضهما البعض، وأوقفت الهند منح التأشيرات للمواطنين الباكستانيين، مما زاد من تعقيد العلاقات بين الجارتين النوويتين.