
أكد الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أن مشهد استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المملكة العربية السعودية كان احتفاءً غير مسبوق، يعكس الحفاوة الكبيرة بالضيف، ويدل على عمق العلاقات التاريخية بين الرياض وواشنطن، مشيرًا إلى أن هذا الامتداد في العلاقات ظهر اليوم بشكل عصري متطور.
سياسة جديدة في الشرق الأوسط
وأوضح مصطفى الفقي، خلال مداخلة مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن الرئيس الأمريكي بعث برسالة واضحة مفادها أن من يكون صديقًا لأمريكا سيحظى بتعامل مختلف، ومن يختار غير ذلك سيكون له مسار آخر، مضيفًا أن زيارة ترامب خلقت حالة سياسية جديدة في الشرق الأوسط،
وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال فاعلة ومؤثرة، ولديها أصدقاء وشركاء حقيقيون في الإقليم.
وتابع: العلاقات الأمريكية السعودية تجاوزت محطات تاريخية معقدة، بما فيها فترة التوترات في العصر الناصري، واستقرت اليوم على ركائز استراتيجية ذات طابع اقتصادي متين يمتد لسنوات مقبلة، متابعًا: "ترامب استثمر في تقديم المملكة العربية السعودية كواحة للتقدم العلمي والتكنولوجي"، منوهًا بأن خطابه في الرياض عكس إنجازات ملموسة.
وعبّر عن علاقة وثيقة واندماج متقدم بين السعودية والولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتحديث، واليوم خطوة مفصلية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية والدولية، وهي زيارة مفتاحية بكل المقاييس.
يوم عظيم في السعودية
في إطار زيارته التي وصفها قبل ذلك بالتاريخية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أحدث تصريحاته إن اليوم يوم عظيم في المملكة العربية السعودية، جاء ذلك عقب جولة مشتركة مع الأمير محمد بن سلمان في الدرعية التاريخية.
قبل ذلك، قال في كلمته في منتدى الاستثمار السعودي - الأمريكي إن واشنطن ستجعل علاقاتها بالرياض "أقوى"، مبيناً أن مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من السعودية.
وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، فهو أعظم من مثَّل شعبه، يعمل بجد ولا أعتقد أنه ينام الليل، كما لا أنسى الضيافة الاستثنائية أبداً التي أكرمني بها الملك سلمان قبل 8 سنوات"، مجدداً التأكيد في الوقت ذاته بأن زيارته إلى الرياض "زيارة تاريخية".
رفع العقوبات عن سوريا
كشف الرئيس الأمريكي ترامب أنه قرر رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بطلب من الأمير محمد بن سلمان، وقال الرئيس الأميركي ترامب: "كل ما أقوم به الآن هو من أجل الأمير محمد بن سلمان"، مثمناً في الوقت ذاته "دور الرياض البناء في تيسير المحادثات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا".
ويصف محللون الزيارة التي قام بها الرئيس ترامب للمرة الثانية إلى الرياض بأنها زيارة تاريخية، فيما شهد ولي العهد السعودي وترامب توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، بجانب اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، إذ اشتملت على توقيع مذكرة بين السعودية وأميركا لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية، فضلاً عن توقيع اتفاقية بين وزارتي الطاقة في السعودية، وأمريكا.