
قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن الولايات المتحدة لا تزال تمسك بزمام القرار داخل إسرائيل، مؤكداً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يستطيع رفض أوامر واشنطن، سواء في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب أو الإدارة الأمريكية الحالية.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، أشار فرج إلى أن المشهد الحالي قد يشهد تحركات دبلوماسية مرتقبة، قد يتدخل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتنسيق مع ترامب، بهدف التوسط بين إيران وإسرائيل ووقف التصعيد المتسارع والدفع نحو طاولة مفاوضات.
وأوضح أن إيران ترفض التنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير جاء عقب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأن طهران باتت قادرة على إنتاج 6 قنابل نووية خلال شهر واحد. ولفت إلى أن واشنطن قد تضغط في المفاوضات المقبلة لفرض قيود على برنامج إيران النووي، مع اقتراح نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة وسيطة كحل وسط، وهو ما سترفضه طهران، التي تصر على التخصيب داخل أراضيها.
وتابع فرج أن الشارع الإيراني لا يميل حاليًا إلى الانقلاب على النظام بقيادة خامنئي، خاصة أن الضربة الإيرانية الأخيرة يُنظر إليها في الداخل كـ"رد مشروع" على اغتيال قيادات في حماس وحزب الله. وأوضح أن جزءًا من التصريحات الإعلامية بين الطرفين يحمل طابعًا دعائيًا، لكن الواقع يؤكد أن كلا الجانبين ألحق أضرارًا ملموسة بالآخر، مشيرًا إلى أن سكان تل أبيب ما زالوا يحتمون داخل الملاجئ جراء القصف الإيراني.
واختتم اللواء سمير فرج حديثه بالتنبيه إلى أن الأسواق العالمية تأثرت بشدة نتيجة التصعيد، حيث قفزت أسعار النفط والذهب، وأوقفت إسرائيل تشغيل بعض حقول الغاز، ما يهدد بمزيد من الاضطرابات الاقتصادية الإقليمية والدولية، في ظل عالم متشابك يتأثر بسرعة بأي مواجهة في الشرق الأوسط.