
كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن شركة ميتا بقيادة مارك زوكربيرج حاولت استقطاب عدد من كبار الباحثين من OpenAI عبر عروض مالية ضخمة، تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار لكل باحث، تشمل مكافآت توقيع وتعويضات سنوية ضخمة.
في حوار صوتي مع شقيقه جاك ألتمان، قال سام: "ميتا قدمت عروضًا عملاقة لكثير من أعضاء فريقنا، لكن لا أحد من أفضل موظفينا قبل بها حتى الآن".
وأرجع هذا الرفض إلى قناعة الفريق بأن OpenAI في موقع أقوى لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مما يمنحهم فرصًا أكبر لصنع تأثير حقيقي وربما ريادة السوق مستقبلًا.
ألتمان: ميتا لا تملك ثقافة ابتكار حقيقية
ورغم ضخامة العروض، شكك ألتمان في ثقافة العمل داخل ميتا، معتبرًا أن التركيز على الرواتب وحدها لا يبني بيئة إبداعية. وأضاف: "أحترم ما تقوم به ميتا، لكن لا أعتقد أنها شركة متميزة في الابتكار".
كما لفت إلى أن OpenAI تحتفظ بروح الابتكار والهدف، وهو ما يدفع المهندسين والباحثين إلى البقاء، رغم المحاولات الخارجية المستمرة لاستقطابهم.
سباق محموم على أبرز الكفاءات في الذكاء الاصطناعي
وبحسب تقارير إعلامية، حاولت ميتا استقطاب باحثين كبار مثل نوعام براون من OpenAI، وكوراي كافوكشوجلو من Google DeepMind، لكنها لم تنجح.
ورغم ذلك، نجحت في ضم أسماء لامعة مثل جاك راي (من DeepMind) ويوهان شالكويك (من Sesame AI)، كما استثمرت في شركة Scale AI، التي يرأسها حاليًا ألكسندر وانج، المسؤول عن وحدة الذكاء الاصطناعي الفائق في ميتا.
لكن ألتمان يرى أن التحدي الحقيقي لميتا لا يزال ضخمًا، خاصة في ظل توسع شركات مثل OpenAI وAnthropic وDeepMind بوتيرة متسارعة.
شبكة اجتماعية جديدة من OpenAI تنافس ميتا
في مفاجأة أخرى، لمح ألتمان إلى أن OpenAI تعمل على مشروع شبكة تواصل اجتماعي مدعومة بالذكاء الاصطناعي، توفّر تجربة مخصصة بالكامل بناءً على تفضيلات المستخدم، وهو ما يمثل نقلة نوعية عن الخوارزميات التقليدية التي تستخدمها تطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام.
وفي الوقت الذي تختبر فيه ميتا تطبيقًا مشابهاً يحمل اسم Meta AI، تعرّضت لبعض الانتقادات من المستخدمين بسبب مخاوف الخصوصية وسوء فهم آلية عمل الذكاء الاصطناعي داخل التطبيق.
معركة النفوذ مستمرة
من الواضح أن المعركة بين ألتمان وزوكربيرج لن تتوقف عند حدود التكنولوجيا، بل تمتد إلى السباق على العقول والابتكار والمستقبل التقني العالمي، في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية قد تعيد تشكيل خارطة القوى التكنولوجية العالمية