
أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أحد أغرب الأسئلة التي وردت إليه مؤخرًا كان حول جواز الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جوجل جيميني" كمصدر للفتوى الشرعية، مشيرًا إلى أن هذا السؤال يعكس التغيرات المتسارعة في الواقع الرقمي الذي نعيشه.
وأوضح ربيع، عبر قناة "الناس"، أن هذا السؤال ليس مجرد طرافة، بل يُعبّر عن واقع جديد يسعى فيه البعض إلى استبدال العلماء المؤهلين بالبرامج الإلكترونية، وهو ما وصفه بأنه خطر كبير. وشدد على أن الفتوى لا تصدر إلا عن أهل العلم المتخصصين الذين يجمعون بين الفقه والمعرفة الدقيقة بالواقع، وليس عن أدوات ذكية تعتمد على مدخلات بشرية لا تُميز بين الصواب والخطأ.
وأشار إلى أن القاعدة القرآنية الراسخة في هذا الباب هي قوله تعالى:فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، مؤكدًا أن النبي ﷺ نفسه علَّم الصحابة الرجوع إلى أهل العلم عند الجهل، كما ورد في حادثة الرقية عندما أصر الصحابة على الرجوع إلى النبي ﷺ رغم قربهم من الوحي.
واختتم بقوله: "لا مانع من استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمليات البحث أو التحقق من المعلومة، لكن لا يجوز الاعتماد عليه في إصدار الفتاوى أو التعامل مع القضايا الدقيقة التي تحتاج إلى فقه، فليس كل من كتب أو قرأ صار مفتيًا، ولا كل ما في الإنترنت يُعد علمًا."