
انخفضت أسعار الذهب عالميًا، اليوم الثلاثاء، لتستقر بالقرب من أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، بسبب المخاوف من التوترات التجارية العالمية واندلاع حرب الرسوم الجمركية، بجانب ارتفاع الدولار الأمريكي، بينما ينتظر المستثمرون نتائج الاجتماعات والقرارات السياسية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال هذا الأسبوع.
أسعار الذهب اليوم
تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليسجل 3038.39 دولار للأوقية بعدما وصلت في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو الجاري، كما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.2% إلى 3306.20 دولار للأوقية.
وعقد كبار مسؤولي الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية اتفاقات هامة في الإطار التجاري، ساهمت في تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد، تجنبًا من اشتعال حرب تجارية بين أكبر الكيانات الاقتصادية التي تمثل ثلث تجارة العالم، ما أدى إلى استقرار الدولار الأمريكي والذهب عالميًا.
اجتماع الفيدرالي الأمريكي
وتتجه أنظار المستثمرون إلى اجتماع الفيدرالي الأمريكي، الذي يعقد على مدار اليوم وغدًا، وسط توقعات بأن يبقي البنك أسعار الفائدة دون تغيير.
كما يترقب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، تتضمن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وأرقام تضخم مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وتقرير الوظائف الشهري.
وحول المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 38.12 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1395.75 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.7% ليسجل 1237.88 دولار.
استطلاع وكالة رويترز
وأظهر استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، شمل 40 محللًا ومتعاملًا في الأسواق العالمية، أن متوسط التوقعات لسعر الذهب في عام 2025 بلغ 3220 دولارًا للأوقية، في ارتفاع لافت مقارنة بـ3065 دولارًا في استطلاع مماثل أُجري في أبريل الماضي.
وسجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاعًا نسبته 27% منذ بداية العام، لتبلغ ذروتها عند 3500 دولار في أبريل، على وقع تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، والتقلبات الحادة في الأسواق العالمية، وهو ما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن لدى المستثمرين.
وقال ديفيد راسل مدير التسويق في شركة "جولدكور"، إن النصف الأول من عام 2025 أكد أن الذهب لم يعد مجرد وسيلة تحوط ضد التضخم، بل أصبح مرآة لحالة الأسواق، مرجحًا أن تواصل الأسعار الارتفاع إلى نحو 4000 دولار بحلول نهاية عام 2026 في حال تفاقمت المخاطر المرتبطة بالمالية الأمريكية.
ترامب يدعم جنون أسعار الذهب
وساهم تمرير مشروع قانون جديد في الولايات المتحدة، وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجميل والضخم في إثارة القلق بين المستثمرين.
ويتوقع محللون أن يضيف القانون نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام الأمريكي خلال السنوات المقبلة، ما يزيد من المخاطر المرتبطة بالاستقرار المالي ويعزز التوجه نحو الذهب.
ورغم هذه العوامل الداعمة، لم يتمكن الذهب من تجاوز ذروته الأخيرة حتى الآن، وسط غياب محفزات مباشرة، بحسب تحليل كارستن مينكه المحلل لدى "يوليوس باير"، الذي أشار إلى أن الأسعار تميل إلى التحرك الجانبي مؤقتًا بانتظار إشارات جديدة.
البنوك المركزية تواصل تعزيز احتياطات الذهب
وتؤكد البيانات الرسمية أن البنوك المركزية حول العالم تواصل تعزيز احتياطاتها من الذهب، في إطار استراتيجيات تهدف إلى تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي.
وواصلت الصين على سبيل المثال، زيادة احتياطاتها للشهر الثامن على التوالي، بينما أظهر مسح للبنك المركزي الأوروبي أن 40% من البنوك المركزية تعتبر التوترات الجيوسياسية سببًا رئيسيًا للاحتفاظ بالذهب.