مصطفى الفقي: حديث الرئيس السيسي عن غزة رسالة بأن مصر لا تغير مواقفها "فيديو"

أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن القضية الفلسطينية يُعد رسالة مختصرة تفيد بأن مصر لا تغير مواقفها، وأنها على العهد دائمًا، وصاحبة موقف ثابت وواضح تجاه القضية الفلسطينية.

رسالة الرئيس السيسي بشأن غزة

وأضاف الفقي، في لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن حديث الرئيس السيسي يرد على شائعة خبيثة جدًا انتشرت خلال الأيام الأخيرة في عدد من بلدان العالم، تتهم مصر بأنها شاركت في حصار غزة، موضحًا أن حديث الرئيس بشكل مباشر عن القضية الفلسطينية يكشف أن ما يحدث ليس لنا فيه دخل.

وتابع: "عندما أعلنت فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسفيه الموقف، وقال عنه 'كلام فارغ'، موضحًا أن القضية الفلسطينية أكبر وأعمق مما يتخيل البعض، وأن إسرائيل لديها أهداف مبررة. ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يروج لنفسه كحائط سد للشرق الأوسط أمام الغرب، وقد نجح في ذلك."

انتقاد لموقف بريطانيا من القضية الفلسطينية

انتقد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي بشدة الموقف البريطاني من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه كان دائمًا منحازًا للاحتلال الإسرائيلي عبر مختلف مراحل الصراع، دون أن يبدي أي احترام أو التزام تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأوضح أن بريطانيا لم تتخذ يومًا موقفًا شريفًا يدعم العدالة أو القانون الدولي فيما يخص القضية، بل ساندت الكيان الإسرائيلي في جميع الظروف، متجاهلة المعاناة الفلسطينية المستمرة.

وخلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر شاشة "MBC مصر"، قال الفقي إن الأحداث التي شهدها يوم 7 أكتوبر وفّرت لإسرائيل فرصة وظفتها بصورة مفرطة لتبرير عدوانها الوحشي على قطاع غزة، موضحًا أن تل أبيب استخدمت هذا التاريخ كغطاء سياسي وأخلاقي زائف لارتكاب جرائم واسعة النطاق ضد المدنيين.

وأضاف أن إسرائيل اتخذت من ذلك الحدث ذريعة لإطلاق يدها في القتل والتدمير، في ظل تواطؤ دولي وصمت غربي، مؤكدًا أن ما يجري في غزة يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والمعايير الإنسانية.

حماس يجب أن تراجع حساباتها

وفي ما يتعلق بموقف حركة "حماس"، دعا الفقي قيادتها إلى مراجعة حساباتها، معتبرًا أن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة لا تصب في مصلحتها، ولا تمنحها مساحة للمناورة أو فرض الشروط.

وأشار إلى أن المواقف المتشددة لم تعد مجدية في ظل التغيرات الجيوسياسية وتراجع الدعم العربي والدولي، مشددًا على ضرورة التفكير بمنطق واقعي يتناسب مع طبيعة المرحلة.

وطالب الفقي الدول العربية بتبني نهج جديد أكثر مرونة وواقعية، يقوم على بلورة عدد محدود من المطالب القابلة للتحقيق، والتخلي عن الخطابات العاطفية غير المجدية.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى البحث عن أدوات جديدة مثل التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة، ومحاولة الضغط والمقايضة معها لتحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، بدلاً من الاكتفاء برفع شعارات لا تؤدي إلى نتائج حقيقية".

واختتم المفكر السياسي حديثه بالتأكيد على أن إعادة تقييم الإستراتيجيات العربية في التعامل مع ملف القضية الفلسطينية باتت أمرًا ملحًا، لافتًا إلى أن الانخراط الذكي في المسارات السياسية والدبلوماسية، مع المحافظة على الثوابت، قد يكون السبيل الوحيد المتاح حاليًا لتحقيق مكاسب ملموسة.

يمين الصفحة
شمال الصفحة