
نشرت مجلة Nature العلمية دراسة حديثة، كشفت فيها إمكانية تطوير جيل جديد من أدوية تسكين الألم أكثر أمانًا من المسكنات الشائعة مثل الإيبوبروفين والأسبرين، وذلك عبر استهداف مستقبل عصبي يُعرف باسم EP2.
آلية مختلفة عن المسكنات التقليدية
تعمل المسكنات المنتشرة حاليًا عبر تثبيط إنتاج مادة البروستاجلاندين، وهي المسؤولة عن ظهور الالتهاب والتورم والشعور بالألم.
وعلى الرغم فاعليتها في تخفيف الألم، إلا أن حجب البروستاجلاندين يؤدي إلى تعطيل بعض وظائف الجسم الحيوية ويزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات خطيرة مثل نزيف المعدة، تلف الكلى، وأمراض القلب.
أما الآلية الجديدة التي رصدتها الدراسة، فتعتمد على تعطيل مستقبل EP2 في الخلايا الداعمة للأعصاب (خلايا شوان)، وبحسب التجارب التي أجريت على الفئران، أدى غياب هذا المستقبل إلى انخفاض الإحساس بالألم بعد الإصابات، مع استمرار عملية الالتهاب الطبيعية المسؤولة عن شفاء الأنسجة.
خطوة نحو جيل جديد من أدوية تسكين الألم
ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لتطوير عقاقير مستقبلية تستهدف مستقبل EP2 مباشرة، ما يعني تسكين الألم بفعالية دون التأثير على عملية الشفاء أو التسبب في المضاعفات الصحية المرتبطة بالمسكنات التقليدية.
ورغم أن الدراسة أجريت على الحيوانات، إلا أن الخطوة القادمة ستكون اختبارات سريرية على البشر لقياس مدى أمان وفاعلية هذه الطريقة.
الحاجة إلى بدائل آمنة للمسكنات
الاستخدام المفرط للمسكنات التقليدية والأفيونية يمثل أزمة طبية عالمية، حيث يؤدي إلى:
أضرار الكبد بسبب تراكم السموم.
مضاعفات قلبية مثل النوبات القلبية.
مشكلات في الجهاز الهضمي كالإمساك والنزيف المعدي.
مخاطر على الأوردة في حال تعاطي المسكنات الأفيونية بالحقن.
ثورة في علاج الألم
وأثبتت التجارب على البشر فاعلية هذا الاكتشاف، ومن ثم قد يشهد الطب ثورة حقيقية في مجال علاج الألم، حيث يتمكن المرضى من الحصول على تسكين فعال وآمن دون المخاطر التي ارتبطت طويلًا بالمسكنات الشائعة.