الترويكا الأوروبية تسعى لإحياء المفاوضات النووية.. وإيران تؤكد: لم نسعَ لامتلاك السلاح النووي

لا يزال ملف العقوبات المفروضة على إيران يثير الكثير من التساؤلات، خاصة بعد إعلان دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة) استعدادها لإحياء المفاوضات مع طهران حولال برنامجها النووي.

من جانبها، أكدت إيران، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، أنها لم تسعَ في أي وقت إلى امتلاك أسلحة نووية، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي من أقنعت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشن هجوم على طهران. وقال عراقجي: "عند بدء الجولة الخامسة من المحادثات مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في 23 مايو الماضي، كتبت: (صفر أسلحة نووية) يعني أننا توصلنا لاتفاق، أما (صفر تخصيب) فيعني أننا لا نملك اتفاقًا".

وأضاف عراقجي: "لو اطلع الرئيس الأمريكي على محضر تلك المحادثات، المسجلة من قِبل الوسيط، لأدرك مدى قربنا من التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتاريخي".

وفي الوقت نفسه، أكدت دول الترويكا الأوروبية في بيان مشترك أنها عازمة على استئناف المفاوضات مع إيران والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم وقابل للتحقق، يضمن منع إيران من امتلاك السلاح النووي. وأشارت إلى أن تفعيل آلية إعادة العقوبات كان خطوة مبررة، معتبرة أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.

في المقابل، أعلنت طهران في مطلع الأسبوع أنها غير مستعدة لاستئناف المفاوضات في الوقت الراهن.

وفي 28 سبتمبر الماضي، أعادت الأمم المتحدة فرض عقوباتها على إيران بعد عشر سنوات من رفعها، عقب فشل المفاوضات مع الدول الغربية. وشملت هذه العقوبات حظرًا على الأسلحة وإجراءات اقتصادية إضافية.

العقوبات الأمريكية

وجهت العقوبات الأمريكية الأخيرة ضربة قوية لصادرات النفط الإيرانية، حيث استهدفت شركة التكرير الصينية العملاقة "سينوبك" من خلال محطة مسؤولة عن معالجة خمس وارداتها من الخام.

ووفقًا لوكالة رويترز، فإن هذه العقوبات الجديدة قد تزيد من توتر العلاقات الأمريكية الصينية، خاصة أنها تأتي قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ هذا الشهر. كما شملت القائمة الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية شركة ريتشاو شيهوا كرود أويل تيرمينال – التي تمتلك سينوبك نصفها – إلى جانب سفن ومصافٍ صينية مستقلة.

الاتفاق النووي

توصلت إيران عام 2015 إلى اتفاق نووي مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين) نصّ على تقييد أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات.

لكن إدارة ترامب انسحبت من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات، ما دفع طهران إلى توسيع أنشطتها النووية تدريجيًا، الأمر الذي دفع الترويكا الأوروبية إلى تفعيل آلية إعادة العقوبات.

وفي سبتمبر الماضي، دخلت آلية "الزناد" أو "سناب باك" حيز التنفيذ رسميًا بعد انتهاء المهلة الممنوحة لإيران.

وقال نائب إيراني محافظ إن هذه الآلية تمثل "الرصاصة الأخيرة في جعبة الغرب"، مضيفًا أن "العصا التي كانوا يلوحون بها فوق رؤوسنا، بمجرد استخدامها، ستفقد تأثيرها".

من جانبه، أشار دبلوماسي أوروبي إلى أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية محدود بالفعل، وربما يتراجع أكثر، لكنه استبعد انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف: "لا أعتقد أن الصين أو روسيا ستدعمان امتلاك إيران لقنبلة نووية، وحتى في حال حدوث ذلك، فإن إسرائيل لن تقبل به مطلقًا".

يمين الصفحة
شمال الصفحة