
في ردهات محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، جلست «سارة» فتاة في بداية العشرينيات تحتضن أوراق دعوى الخلع التي تقدمت بها، وعيناها تبوحان بتعب لا تخطئه نظرة.
قضية خلع
لم يمضِ على زواجها سوى عام واحد، لكنه كان كافيًا ليبدد حلمها بحياة مستقرة، بعدما تحولت العلاقة الزوجية إلى معركة يومية بسبب تدخل «سلايفها» في كل تفاصيل حياتها الصغيرة والكبيرة.
تروي سارة قصتها بهدوء يشوبه مرارة: كنت فاكرة إن الجواز بداية جديدة.. نعيش مع بعض في بيت بسيط ونبني حياتنا سوا. لكن أول صدمة كانت لما قال لي إننا هنعيش مع أهله. حاولت أتقبل الوضع، بس من أول يوم بدأت المشاكل».
تعمل سارة في إحدى الشركات الخاصة، وتقول إنها كانت تساعد زوجها في مصروفات البيت، لكنها لم تجد أي تقدير:
«كنت برجع من الشغل أطبخ وأنضف، وسلايفي دايمًا ليهم كلمة في كل حاجة. واحدة تنتقد لبسي، والتانية بتسألني ليه متأخرتيش، والتالتة تدخل أوضتي وتفتش في حاجتي».
ومع كل خلاف، كانت تنتظر من زوجها أن يكون سندًا لها، لكنه كان دائمًا ما يخذلها.
«كنت لما أشتكي له يقول لي: ما تكبريش المواضيع. ماكنش بيحس إن اللي بيحصل إهانة. كنت بحس إني غريبة في بيت المفروض يكون بيتي».
الشرارة الأخيرة التي دفعتها لترك المنزل كانت واقعة بسيطة في ظاهرها، لكنها جرحتها بعمق.
«كنت في الشغل، ولما رجعت لقيت واحدة من سلايفي دخلت أوضتي وطلعت صور فرحي من شنطتي، وقعدوا يضحكوا عليها. لما واجهت جوزي، قال لي ما تعمليش من الحبة قبة».
حينها فقط أدركت سارة أن العلاقة انتهت فعليًا.ما بقاش عندي طاقة أعيش وسط الناس دي. أنا موظفة وبصرف على نفسي، ومش عايزة منه حاجة، كل اللي طالبة أعيش بكرامتي بعيد عن الإهانة».
وبعد جلسة استماع قصيرة، قررت المحكمة إحالة الدعوى إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية لمحاولة الصلح بين الطرفين، قبل تحديد جلسة لنظر القضية رسميًا.
لكن سارة، التي خرجت من القاعة بخطوات بطيئة، كانت تدرك في قرارة نفسها أن الصلح لم يعد خيارًا.. فالحياة بالنسبة لها لم تعد تحتمل «سلايف بيت» ولا صمت زوج جعلها تشعر بأنها وحيدة في بيتها.