عباس العقاد.. عملاق الأدب العربي
???? ??????
في مثل هذا اليوم 12 مارس 1964 فقدت مصر "عباس محمود العقاد" الأديب والشاعر والمفكر والسياسي، بعد أن حفلت حياته بالكثير من المواقف والأحداث الهامة والمؤثرة ككاتب أحياناً وكسياسي أحياناً أخرى وكإنسان دائماً.
بعد أن عمل بالصحافة، صار من كبار المدافعين عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، فدخل في معارك حامية مع القصر الملكي، وذاع صيته وانتخب عضوًا بمجلس النواب، وسجُن بعد ذلك لمدة تسعة أشهر عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية؛ فحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسؤولة أمام البرلمان، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلًا: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه".
لم يكن "العقاد" يرى أن الوظيفة الحكومية عار على أصحابها، بل كان يرى أنه لن يكون في مكانه الصحيح إذا ظل موظفاً، حيث كان يهمه للقراءة والكتابة والاطلاع هو المحرك الأول والرئيسي لكل خطواته.
ولكن كان لابد له من كسب قوت عيشه، فاشتغل "العقاد" بوظائف حكومية كثيرة منها مصلحة التلغراف، ومصلحة السكة الحديد، وديوان الأوقاف، حتى استقال "العقاد" من كل تلك الوظائف الواحدة تلو الأخرى لأنه كان يرى أن ما من أمل له في الحياة سوى الكتابة والصحافة، وحينما قرر إنهاء حياته كموظف حكومي كتب واحد من أهم مقالاته "الاستخدام رق القرن العشرين".
عمل عباس محمود العقاد أول ما عمل بالصحافة في جريدة الدستور سنة 1907 حتى توقفت الجريدة في عام 1912، ثم عمل بجريدة المؤيد، وجريدة الأهالي في 1917، ثم جرية الأهرام في 1919، وجريدة البلاغ في 1923 وارتبط اسمه بالأخيرة.
اشتهر عباس محمود العقاد وذاع صيته بعد عمله بالصحافة، فقد كان ذو مواقف سياسية واضحة، تسببت له في الكثير من العناء والمتاعب، فبعد أن تعرف "العقاد" إلى الزعيم المصري سعد زغلول، دخل في معارك حامية الوطيس مع أعدائه، وكتب العديد من المقالات الصحفية في هذا الشأن.
ترجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فترجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما ترجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات محاضراتها وسمي باسمه أحد أشهر شوارع القاهرة وهو شارع عباس العقاد الذي يقع في مدينة نصر، وأنتج مسلسل بعنوان العملاق يحكي قصة حياة العقاد وكان من بطولة محمود مرسي.
منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة. ، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر سنة 1940، واختير مراسلاً لمجمع اللغة العربية ببغداد ودمشق.
ألف عباس محمود العقاد أكثر من مائة كتاب، وعشرة دواوين شعرية، وكتب آلاف المقالات الصحافية على مدار حياته. أثبتت مسيرته الأدبية والسياسية والإنسانية أنه رجل استثنائي ذو صبر وإصرار، لم يستسلم لظروف فقر أو جهل.
اقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد ونشأ هناك، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان.
ولد العقاد في أسوان في 28 يونيو 1889، لأم من أصول كردية، وتوفي في 12 مارس 1964 ولم يتزوج.