في ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال.. مشاهير في حياة محمد عبد الوهاب
???? ??? ??????
يحل اليوم الثالث عشر من مارس ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذى تتلمذ على يديه كبار الملحنين وغنى له أشهر المطربين طوال عقود من الزمان.
ولد محمد عبد الوهاب الشعراني عام 1902 في باب الشعرية لعائلة تنتسب إلى الشيخ عبد الوهاب الشعراني، كان عبد الوهاب منذ طفولته مشدوداً إلى الموسيقى والغناء إلى درجة أنه كان يخرج متخفياً من منزله وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره ليغني بين الفصول في فرقة فوزي الجزايرلي.
منعته العائلة وتشددت في ذلك فما كان منه إلا أن هرب مرة أخرى ليغني في سيرك في دمنهور بالقرب من الإسكندرية، وهناك جمعه القدر لأول مرة بالشيخ سيد درويش الذي حمله وقبله بعد الغناء وأثنى على أدائه.
أذعنت العائلة لهذه الموهبة الطاغية عند ابنهم الصغير وارتأوا أن يسمحوا له بالغناء تحت رقابة العائلة لرعايته وهو في هذا السن المبكر من أية مفاسد.
تنقل محمد عبد الوهاب بين عدة فرق كمطرب ومن ضمنها فرقة سيد درويش الذي كان مثلاً أعلى له في ذلك الوقت، ثم دخل معهد الموسيقى العربية عام 1920 ليتتلمذ على يد محمد القصبجي الذي علمه عزف العود.
كانت نقطة التحول في حياة محمد عبد الوهاب حين استمع إليه أمير الشعراء أحمد شوقي وقرر تبني موهبته عام 1924، فتح له شوقي أبواب المجتمع الراقي وقدمه للصفوة من الفنانين وهو ما عجل بانتشار موهبة عبد الوهاب الغنائية والموسيقية.
في عام 1925، أسندت له سلطانة الطرب آنذاك منيرة المهدية مهمة إكمال تلحين مسرحية كليوباترا التي كان سيد درويش قد ابتدأ تلحينها قبل وفاته، كما طلبت منه مشاركتها الغناء على المسرح.
شهدت الثلاثينات دخول عبد الوهاب إلى الوسط السينمائي، وكان لهذا أثره أيضاً في الأغاني التي اجتهد حينها أن تكون ملائمة لروح التغيير التي بدأ يتبناها هو، في مقابل المدرسة الشرقية الكلاسيكية التي كانت تمثلها أم كلثوم مع ملحنيها من أمثال زكريا أحمد والسنباطي.
اتجه عبد الوهاب في الأربعينات وبعد أن توقف عن التمثيل إلى أداء الأغاني الطويلة نسبياً مثل "الكرنك" و"الجندول" و"كليوباترا" وهي علائم هامة في مسيرته الموسيقية أكدت توجهه نحو الموسيقى التعبيرية الرشيقة وتمكنه من ترجمة المعاني بجمل نضرة وأنيقة عن طريق تلحين الأبيات كوحدة شعرية وموسيقية عوضاً عن تلحين الكلمات.
وبعد أن بدأت طبقات صوت عبد الوهاب في الانحسار وبدأ هذا الصوت الذهبي الرنان يبهت بعض الشيء حاول عبد الوهاب أن يجاري التغيرات في صوته بأغان خفيفة كانت مقدمة لاحتضانه الموجة الجديدة التي أطلقها شباب الملحنين في الخمسينيات مثل الطويل والموجي ومعهم مطرب المدرسة الجديدة عبد الحليم حافظ.
انتظر عبد الوهاب أن ينجح عبد الحليم مع غيره قبل أن يتقدم هو للتلحين له. وحين اقتنع عبد الوهاب بأن عبد الحليم قد أسس لنفسه موقعاً هاماً في نفوس الجمهور أنتج له فيلم "بنات اليوم" عام 1956 ولحن كل أغاني الفيلم له ومن أشهرها أيقونة أغاني عبد الحليم "أهواك".
ختم عبد الوهاب حياته الغنائية بأداء "من غير ليه" عام 1989 والتي كان قد لحنها لعبد الحليم حافظ قبل وفاته، وختم حياته الموسيقية بلحن "أسالك الرحيل" لنزار قباني وبصوت نجاة الصغيرة. توفي عام 1991 بعد أن ملأ الدنيا غناء وشغل الناس بموهبة ثرية ذكية عرفت كيف تتجدد وتعيد ابتكار شخصيتها في كل العصور التي عاشتها.