" الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا ".. الحصاد الدموي لمجزرة الاحتلال ضد فلسطنيين أمس.. استشهاد 16 وإصابة 1400.. تنديد دولي ضد الانتهاك الصهيوني.. وبدء إضراب شامل بالأراضي المحتلة

???? ???????

???? ???????

يشهد اليوم السبت، إضراب شامل بالأراضي الفلسطينية، احتجاجا على استشهاد 16 فلسطينيا وجرح المئات برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، تزامنا مع إحياء يوم الأرض.

وسيطرت حالة غضب جميع أنحاء المعمورة، وتوالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد الاحتلال  ضد المظاهرات السلمية التي نظمت في قطاع غزة بالذكرى الـ42 ليوم الأرض، بينما طلبت الكويت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن. 

ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 16 منذ صباح اليوم، فيما جرح 1400 آخرون في القطاع خلال مسيرات العودة الجمعة، بحسب مصادر فلسطينية.

وأدانت الجامعة العربية "بأشد العبارات" ما قامت به قوات الاحتلال، من تعامل وحشي مع المظاهرات التي انطلقت في غزة لإحياء الذكرى الـ42 ليوم الأرض مما أفضى إلى سقوط أعداد من القتلى ومئات المصابين في قطاع غزة.

وحمّل الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الاحتلال المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن هذه الأرواح التي أُزهقت، مشددا على أن "الترهيب لن يؤدي إلى قمع الفلسطينيين، بل سيقود في النهاية إلى انفجار الوضع".

وسقط هؤلاء القتلى والجرحى في مواجهات اندلعت في منطقة الشريط الحدودي للقطاع خلال مسيرة العودة، التي تم تنظيمها في ذكرى يوم الأرض التي يحييها الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام.

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف على المتظاهرين شرقي مدينة غزة، فيما ذكرت "معا" أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت يشرف شخصيا على جنوده لقمع المسيرات على حدود غزة.

وحملت الحكومة الأردنية، إسرائيل المسؤولية عمّا جرى لانتهاكها حق التظاهر السلمي واستخدامها للقوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني العُزّل.

ودعا الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته في الضغط على إسرائيل للالتزام بمسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال، ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة.

كما أدانت جمهورية مصر العربية، استخدام العنف ضد المدنيين العزل بالأراضى الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً رفضها الشديد للاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى فى مواجهة مسيرات سلمية خرجت لتحيى ذكرى يوم الأرض.

وأكد بيان وزارة الخارجية، على دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة، داعياً إلى تفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومطالبا المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن إحياء يوم الأرض يذكر الجميع بضرورة العمل الجاد والسريع من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.

كما دعت مصر جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس، وعدم تعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من خطورة استمرار الوضع القائم دون استئناف عملية السلام والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس مرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

من جهتها نددت وزارة الخارجية التركية بشدة باستخدام إسرائيل القوة المفرطة في مواجهة المظاهرات السلمية، معربة عن قلقها إزاء سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وطالبت الخارجية التركية "إسرائيل" بالتوقف فورا عن استخدام هذه القوة التي تزيد من حدة التوتر في المنطقة، داعية المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته في ثني "إسرائيل" عن الاستمرار في نهجها العدواني.

كما أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين، لاستخدام قوات الاحتلال الرصاص في مواجهة تظاهرات سلمية بقطاع غزة، معتبرة التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير، انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية.

وطالبت وزارة الخارجية في بيان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وسياسة العقاب الجماعي التي تتبعها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء، مؤكدة دعمها للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأدان الأزهر بشدة قمع "قوات الاحتلال الصهيوني الوحشي للمظاهرات والمسيرات السلمية التي نظمها أبناء الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ(42) ليوم الأرض".

وشدد في بيان على دعمه ومساندته الكاملة للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وانتفاضته الباسلة ضد سياسة مصادرة الأراضي والتهويد التي تنتهجها قوات الاحتلال، مؤكدًا أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو العميق من التقارير عن ارتفاع عدد الضحايا والجرحى في قطاع غزة، نتيجة لإجراءات الجيش الإسرائيلي، ودعت الخارجية الروسية في بيان الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي يمكن أن تسبب أضرارا للأبرياء.

من جانبها، أعلنت القوى الوطنية، التي تضم حركة حماس وحركة فتح وكافة التنظيمات الفلسطينية، في بيان، إضرابا شاملا بالأراضي الفلسطيني، موضحة أن الإضراب سيكون "في كل محافظات الوطن حدادا على الشهداء واستنكارا لمجزرة الاحتلال وإرهابه وسقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى في جريمة مبيتة تستهدف أبناء شعبنا".

وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل كافة المؤسسات والمدارس والجامعات "التزاما بقرار الرئيس محمود عباس إعلان الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا يوم الجمعة خلال خروج الجماهير في ذكرى يوم الأرض".

وحمل الرئيس محمود عباس في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي مساء الجمعة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن القتلى والجرحى الذين سقطوا بنيران الاحتلال.

وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية بشكل أساسي ضد المحتجين بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف على المتظاهرين شرقي مدينة غزة، فيما ذكرت "معا" أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت يشرف شخصيا على جنوده لقمع المسيرات على حدود غزة.

وشارك القياديان في حركة حماس إسماعيل هنية، ويحيى السنوار في مسيرة العودة الكبرى على الحدود، حيث قال هنية في تصريح صحفي: "في الوقت الذي بلغت فيه الهجمة على قضيتنا ذروتها منذ قرار ترامب إعطاء القدس للاحتلال الغاصب والحديث المتزايد عن التحضير لما يعرف بصفقة القرن ويسارع البعض، للتطبيع مع الكيان ويشتد الحصار والاستيطان والتهويد وغير ذلك، فإن هذه الجماهير خرجت لتقول كلمتها الفاصلة: لا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة"، مضيفا: "إننا وشعبنا لن نقبل أن يبقى موضوع العودة مجرد شعار يردده الناس".

وتخللت فعاليات الحملة، صلاة الجمعة التي أداها عشرات آلاف الفلسطينيين على الشريط الحدودي للقطاع.

وفي الضفة الغربية، تحدى عشرات آلاف الفلسطينيين إجراءات الإغلاق والحواجز الإسرائيلية، وتوجهوا إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، واندلعت مواجهات في عدة نقاط من الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة.

يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض للتعبير عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة، خرجت على أثرها المظاهرات التي توسعت لاحقاُ وأدت إلى مواجهات بين الفلسطينيين و السلطات الإسرائيلية، انتهت باعتقال ومقتل العديد من الفلسطينيين.

يمين الصفحة
شمال الصفحة