"أم باسم" أشهر سباكة في الدرب الأحمر.. تعمل في مهن الرجال

?? ????

?? ????

يقول  الأمريكي والت ديزني، إن الإرادة هي ما تدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة فهي ما تبقيك على هذا الطريق حتى النهاية، وقد ملكت أم باسم التي اختارت أن تعمل سباكة منذ 17 عامًا، العزيمة لمواجهة ظروفها الصعبة والإصرار على النجاح، مما جعلها تستحق من "الحصاد" التكريم كنموذج للمرأة المجتهدة الكادحة.

وكانت أولى خطوات قصة كفاح "أم باسم "والتي تعيش بمنطقة الدرب الأحمر، مساندة الزوج عندما سافرت معه إلي الكويت بعد أن حصلت علي دبلوم تجارة عام 1972 لتبقى بها نحو 14 عامًا، عملت خلالها بشركة سيارات.

واستطاعت أم باسم في وقت وجيز أن تحسن من لغتها الإنجليزية، كما كانت شخصية محبوبة ومجتهدة ما ساعدها على الترقي في عملها بالشركة.

أنجبت أم باسم 3 أبناء ثم عادت من الكويت إلى مصر بعد أن هجرها زوجها، فتقول لـ"الحصاد": تعرف على واحدة أخرى وتركنا بسهولة نواجه الغربة وحدنا".

لما عادت" أم باسم "إلى مصر، بحثت عن وظيفة لتأمن بها قوت أولادها، فتعلمت الخياطة في البداية، وعملت بمهنة التفصيل على مدار سنتين، ولكنها لم تنتج ما يساعدها على مواجهة احتياجات أسرتها اليومية، ما دفعها للبحث عن وظيفة أخرى.

 لم يكن الطريق أمام "أم باسم"، مفروشًا بالورد فتخبطت كثيرًا، ولم يرحمها المجتمع، كونها امرأة تعول أطفالها الصغار بمفردها دون رجل يحمل العبء معها.

علمت "أم باسم"، بوجود دورات تدريبية يقدمها مشروع تابع لمؤسسة أغاخان للتنمية، وتهدف إلى تدريب الشباب للقضاء على البطالة، وتوفير فرص عمل، وتحكي أم باسم قائلة: أخبروني أنهم مشغولون بتقديم دورة تعليم السباكة للرجال، وأنه عليّ الانتظار لمدة شهرين حتى تبدأ الدورة المتخصصة في الحياكة.

فكرت أم باسم، في الالتحاق بدورة السباكة، ورغم رفض المحيطين بها إلا أنها أصرت على رغبتها في تعلم مهنة السباكة، وقد فوجئ القائمون على الدورة بتفوقها على الرجال، وبعد تخرجها مارست المهنة وأصبحت أشهر امرأة سباكة في الدرب الأحمر، وكان عمرها حينها 47 عامًا.

 كانت أم باسم لأبنائها الأب والأم فكانت تمنح الحب وتمارس الحزم في المواقف الصعبة ولم يكن مشوارها معهم  يسيرًا ولكن صلابتها وقوة تحملها جعلت منه أمرا مستطاعا خاصة بعد أن قررت مواجهة الحياة فكافحت مع صغارها الـ 3 حتى انتهت مراحلهم التعليمية وتزوجوا.

حيث قالت "ام باسم ":أنا كنت "ليدي" زمان ,ولكن الآثار المتعبة لمهنة السباكة عليها كامرأة اثرت عليها ,فقالت إنها كانت تهتم بمظهرها جيدًا وبطريقة كلامها مع الآخرين قائلة وهي تضحك "أبنائي يقولون لي انتي بقيتي أسطى خالص يا ماما" مضيفة، أن هذه المهنة صعبة وقاسية وأكسبتها الطابع الجاد في المعاملة.

تعمل أم باسم في مهنة السباكة منذ 17 عامًا ولا ترى أن في "الشغل عيب"، بل علي العكس يُضرب بحرفيتها المثل في حي الدرب الأحمر، ويراها الجيران  المثال القوي للسيدات بالحي.

 أصبح لأم باسم 11 حفيدًا في مراحل تعليمية مختلفة، وتري في عيد الأم أن أفضل هدية لها أن ترى أولادها سعداء مع أسرهم، مردفة "عايشة والحمد لله مرتاحة 24 قيراطا".

يمين الصفحة
شمال الصفحة