قال المحلل السياسي التركي، هشام جوناي، إن هناك توتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا قبل عامين، إذ تعتبر أنقرة "فتح الله جولن" هو المسئول الأول عن هذه المحاولة والذي تأويه الولايات المتحدة ومنحته حق الإقامة، مشيرا إلى أن التصعيد مستمر من الطرفين منذ ذلك التوقيت.
وأضاف جوناي خلال مداخلة على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامية رويدا التميمي، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يُصعّد أيضا في العلاقات الخارجية، سواء مع تركيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي، متابعاً أن مواصلة احتجاز أنقرة للقس الأمريكي، أندرو برونسون، يأتي في اطار توجّه الحكومة التركية لمسألة المقايضة، أي أنها تريد أن تُسلمها واشنطن "جولن" مقابل الافراج عن هذا القس الذي توجه له تركيا العمل مع تنظيمات إرهابية والتخابر معها.
وأوضح جوناي أن الولايات المتحدة لن تقبل بتلك المقايضة ولن تقوم بتسليم "جولن" مقابل "برونسون"، مضيفا أن تهديد الرئيس التركي، رجب أردوغان، بالتوجّه إلى التحكيم الدولي بعد رفض واشنطن أن تبيع لها المقاتلات (F-35) يُعد ورقة ضغط رابحة لتركيا، لأنها ممول أساسي في مشروع انتاج الطائرات، ودفعت مليار و500 مليون دولار للولايات المتحدة مقابل هذه الطائرة، مرجحاً أن ينصف التحكيم الدولي تركيا في هذا الموضوع.
وأشار جوناي إلى أنه حتى الآن لم يتم الإفصاح عن شروط الشراكة بين الولايات المتحدة وتركيا في هذا الأمر، إلا أن الدفعة الأولى من هذه المقاتلات وصلت لتركيا، مؤكدا أن العلاقات المستقبلية بين البلدين تتشكل وفقا للتطورات في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري والملف الكردي، وسيكونان المؤشران الرئيسيان في رسم مستقبل العلاقة بين واشنطن وأنقرة.