??????? ??? ?????
قَدَّمَ المخرج والكاتب العالمي بول هاجيس، أول كاتب يتمكن من حصد جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مرتين متتاليتين؛ محاضرة رئيسية حول كتابة السيناريو وصناعة الأفلام، خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي اليوم الثلاثاء، والتي حضرها عدد كبير من صناع الأفلام والمهتمين من الكتاب والمخرجين.
وشهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا نتيجة اهتمام الحضور بالاستفادة من خبرة «هاجيس» فيما يخص مسئوليات كتابة السيناريو في صناعة السينما مستقبلًا.
وقال بول هاجيس خلال المحاضرة: «قد يبدو أن صناعة الأفلام وكتابة السيناريو شيئين مختلفين للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة فإنهما يتشاركان في العديد من الخصائص، حيث يتطلب كلاهما القدرة على خلق عوالم وشخصيات، بالإضافة إلى الخيال اللازم لخلق تلك الشخصيات، ومهارات التواصل اللازمة لنقل الرؤية الشخصية لفريق عمل من المتخصصين».
وناقش هاجيس ما يتطلبه دور كل من الكاتب والمخرج لإظهار أفضل ما في كل شخصية في الفيلم، ووجه تساؤلا للجمهور حول إذا كان من اللازم أن يفكر المخرج ككاتب أثناء كتابة السيناريو، أو أن يعتمد على مدى معرفته بالنص أثناء عملية الإخراج، وأضاف: «من الضروري أن تتمكن من رؤية عملك من وجهة نظر شخص آخر دون إصدار أحكام مسبقة».
ولدى حديثه عن فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار «اصطدام» والذي كتبه وأخرجه، قال «هاجيس» إن الفيلم كان يحكي قصة عن عدم التسامح، وعلق في هذا الصدد قائلا: «تتملكنا جميعا مشاعر خوف نحو الآخر، وهو ما يسمح لنا بتحديد صورة عنهم بشكل أو بآخر.. فنحن لا نبحث عن أنفسنا، ونركز على اختلافاتنا.. لقد كتبت الفيلم في أعقاب حادثة سرقة سيارتي بالتهديد من قِبَل شابين، حيث تساءلت على مدار 10 سنوات عن شخصيتهما وما دفعهما لارتكاب هذه الجريمة وأذيتي، لذا فقد قررت كتابة هذا الفيلم عنهما، ومن خلال عرض وجهة نظرهما، وفي غضون ذلك راودتني العديد من الخواطر حول كيفية عزلنا لأنفسنا في فقاعات مغلقة، سواء كانت تلك الفقاعات ممثلة في سياراتنا أو بيوتنا، بهدف حماية أنفسنا ممن يختلفون عنا، وتساءلت على مستوى أعمق أننا نشتاق للمسة من شخص غريب، وهو ما شجعني على اختيار اسم الفيلم (اصطدام)، والذي يرمز لمدى اشتياقنا لتلك اللمسة، وإلى احتياجنا للتصادم والارتطام مع أشخاص آخرين، وألا سنستمر في العيش في تلك الفقاعات».
وتحدث هاجيس عن الشخصية التي قدمها الممثل مات ديلون في الفيلم، والتي تظهر في جزء من الفيلم كشخص شرير ثم تتطور الأحداث لتتحول إلى شخصية بطولية، حيث يرى هاجيس أهمية التساؤل عن ماهية النفس، ومن نحن؟ فليس من المهم معرفة الإجابة، ولكن امتلاك صفات الخير والشر في نفوسنا.
وأشار هاجيس للجمهور إلى أن الحرب الأمريكية الثانية على العراق كانت أيضا سببا في كتابة وإخراج الفيلم، حيث قال: «كان الوطن بأكمله قد التف حول الرئيس في ذلك الوقت، وهو ما دفعني لسؤال العديد من الأمريكيين عن سبب احتلالنا للعراق، وهو السؤال الذي لم يتمكنوا من الإجابة عنه بشكل واضح، غير القول إنه رجل غير صالح يؤذي شعبه، حيث دفعني ذلك للتساؤل مجددا عن باقي الأشرار حول العالم الذين يؤذون شعوبهم أيضا، حيث ظهر لي أن السبب الحقيقي لرؤية الأمريكيين أن صدام حسين هو شخص شرير، هو مجرد شكله الذي يوحي بذلك وكونه مختلفا عنا، فأردت من خلال فيلم اصطدام أن أوضح للجمهور أنه من الممكن أن يتحول الشخص الشرير إلى بطل والعكس، حيث أردت أن أصطدم بالصور النمطية».
بول هاجيس هو أول كاتب يضع السيناريو لفيلمين يفوزان بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم على التوالي: «فتاة المليون دولار» عام 2004 للمخرج كلينت إيستوود، وفيلم «اصطدام» عام 2005 من إخراجه، وفاز الأخير بجائزة الأوسكار أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي في الحفل 78 لتوزيع جوائز أكاديمية علوم وفنون السينما، بعد أن ترشح إلى 3 جوائز أخرى في فئات مختلفة من بينها جائزة أفضل مخرج.
وأقيم الخميس الماضي حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، الذي أسسه رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، بهدف توفير فرص احترافية للمشاركين وصناع الأفلام، من أجل توسيع شبكات التواصل فيما بينهم في صناعة السينما، والعمل على زيادة فرص إنتاج المشروعات السينمائية.
وحرص على حضور حفل الافتتاح نخبة من نجوم الفن والإعلام والشخصيات العامة، أبرزهم الفنان عادل إمام، ونيللي كريم، وغادة عادل، والنجم العالمي كلايف أوين، وقدمت الحفل الإعلامية ريا أبي راشد.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى يوم 28 سبتمبر، يُكَرَّم خلالها النجم العالمي سيلفستر ستالون، كما يستضيف المهرجان 150 نجما عربيا وعالميا، ويتنافس على جوائز المهرجان هذا العام 50 فيلمًا، موزعة على مسابقاته الثلاث، 15 منها في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و12 في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 في مسابقة الأفلام القصيرة.