????
تؤكد عمليات الضبط الأخيرة لعناصر تنظيم "داعش" من منتسبيه الأجانب فى تونس والهجمات التى شهدتها الفلبين مؤخرا صدق ما ذهبت إليه بعض تقديرات أجهزة الاستخبارات الدولية من أن داعش " لا يزال نشطا فى حركته " برغم ما منى به من هزائم فى العراق وسوريا.
ففى مطلع الشهر الجارى ألقى جهاز أمن الدولة فى تونس القبض على عنصرين أجنبيين حامت حولهما الشبهات لدى دخول الأراضى التونسية وتبين بعد مداهمة محلي إقامتهما بأحد فنادق مدينة صفاقس التونسية حيازتهما لعديد من جوازات السفر المزورة وأجهزة تجسس واستطلاع متطورة.
كما كشفت تحقيقات الأمن التونسى أنهما فى حقيقة الأمر من منتسبى داعش ويحملان الجنسية البلاروسية، وبحسب المعلومات المتوافرة من جهات التحقيق التونسية تنوعت تلك الجوازات المزورة ما بين أوكرانيا والمالديف وبأسماء مختلفة.
وتعد صفاقس هى ثان كبريات المدن التونسية وتصل على ساحل المتوسط وهى مسقط رأس محمد الزوارى – 49 عام – الذى أوقعت به الاستخبارات الداخلية التونسية بعد أن تبين أنه " مهندس " الذراع الجوى المسير لتنظيم حماس، ولقى الزوارى حتفه فى ديسمبر من العام الماضى برصاص مجهولين أعلنت حماس فى حينه أنهم من الموساد الذى قرر تصفيته.
وبحسب تقرير نشرته وكالة تونس افريك برس المستقلة فقد وصل العنصران البيلاروسيان إلى صفاقس فى مطلع يونيو الماضى ونزلا فى أحد فنادقها مستخدمين جوازات سفر بيلاروسية وكان ذلك كفيلا فى حد ذاته للفت انتباه رجال أمن الدولة التونسى، حيث لا تعد صفاقس أحد المقاصد السياحية للقادمين من دول البلطيق، كما كان لافتا انعزالهما عن التعامل مع طاقم الفندق وهو الأمر الذى بلغ مداه بعدم سماحهما لأطقم خدمة الغرف بمباشرة أعمال التنظيف اليومية المعتادة لنزلاء الفندق وهنا حامت حولهما الشبهات بشكل أكبر.
وأكد تقرير لشبكة " بلسات" التليفزيونية وهى شبكة بيلاروسية تبث من العاصمة البولندية وارسو أن تحقيقات سلطات الادعاء العام التونسى مع منتسبى تنظيم الدولة لا تزال جارية لكن الشبكة فشلت فى تحقيق اتصال بالخارجية البيلاروسية للوقوف على تفاصيل أكثر حول الواقعة، كما نقل راديو أوروبا الحرة ومقره واشنطن عن مسئولين فى مينسك قولهم إن حكومة بيلاروسيا تتابع هذا الأمر الذى قد يكشف عن مزيد من عملاء داعش فى منطقة البلطيق.
وفى الفلبين.. كشفت تحقيقات جهاز المخابرات الوطنى الفلبينى عن انتماء منفذى التفجيرات الانتحارية الذى شهدتها مدينة "ايندانان" عاصمة جزيرة سولو جنوب البلاد أواخر يونيو الماضى إلى داعش وأن منفذى الهجوم كانوا يستهدفون مقر قيادة اللواء الأول فى قوات الجيش الفلبينى، ويعد اللواء الأول فى الجيش الفلبينى هو المكلف بواجب مقاومة التمرد الذى تشهده مناطق جنوب الفلبين والذى تقوده عناصر متشددة.
وأعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن تنفيذ الهجوم الانتحارى فى الفلبين كاشفا أن منفذيه يحملون الجنسية الفلبينية وليسوا من منتسبى داعش من العرب، وأكدت سلطات الأمن الفلبينية أن منفذى الهجوم هم أول مفجرين انتحاريين من أبناء الفلبين واستطاعت داعش تجنيدهم لتنفيذ مخططها لزعزعة استقرار البلاد وذلك فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الفلبين.
وكانت تقديرات أولية قد توقعت انحسار خطر داعش وعملياته على المستوى العالمى بعد الهزائم التى منى بها فى العراق وسوريا خلال العامين الماضيين انحسارا نهائيا، كما توقعت أكثر التقديرات تشاؤما أن يستغرق الأمر عدة أعوام لكى تتمكن داعش من اعادة تنظيم صفوفها قبل أن تستأنف حملتها لإرهاب العالم.
لكنه وخلافا لذلك استطاعت داعش – التى تعمل الآن على اعادة تمركزها فى أفغانستان – استئناف نشاطها الإرهابى فى العالم وفق سيناريوهات حركية أسرع مما كان يتوقعه المراقبون ففى يوليو 2018 نفذت عناصر داعشية هجوما باستخدام شاحنة ملغومة على نقطة تفتيش أمنى فلبينية فى جزيرة باسيلان وكان منفذ العملية يحمل الجنسية المغربية، وفى يناير الماضى نفذ اندونيسيان من عملاء داعش هجوما بالقنابل على كنيسة كاثوليكية فى جزيرة جولو الفلبينية وأسفر ذلك عن مصرع 23 مصليا وإصابة أكثر من مائة آخرين، ولجأت داعش فى هذا الأمر إلى اعتماد وكلاء من المنظمات الإرهابية المحلية للعمل لحسابها.
يذكر أن تنظيم "أبو سياف" الذى يعد أخطر التنظيمات الإرهابية الفلبينية كان قد بايع فى العام 2014 أبوبكر البغدادى زعيم "داعش" وصار مسلحو أبو سياف منذ هذا العام ذراعا حركيا لداعش فى جنوب شرق آسيا، كما قام منتسبو أبوسياف من المتشددين بالتحرك فى أوساط الشباب الفلبينى وتنفيذ عمليات تجنيد لعناصر جديدة باسم داعش.