?????
رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الأسباب وراء معارضة المكسيك خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف عصابات المخدرات في المكسيك كمنظمات إرهابية.
واستهلت الصحيفة تقريرًا -نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- بالقول إن قرار ترامب بتصنيف هذه العصابات أثار مخاوف الحكومة المكسيكية.
وقالت الصحيفة إن عنف تجار المخدرات في المكسيك هو أمر جلي لا يقبل الشك، حيث قُتل ما يقدر بنحو 200 ألف شخص خلال السنوات الـ 12 الماضية، إذ اضطرت الحكومة للاستعانة بالجيش لمواجهة هذه العصابات، وتساءلت: لم، مع كل ذلك؛ تعارض مكسيكو تصنيف هذه العصابات كمنظمات إرهابية؟!
وأوردت (واشنطن بوست) الأسباب التي تقف وراء تصدي الحكومة المكسيكية لمثل هذا التصنيف.. وهي: أن مثل هذا القرار يمثل ضربة قاصمة لسمعة المكسيك؛ بل وقد يعني مزيدًا من التدخل الأمريكي في سياسة المكسيك واقتصادها، فضلًا عن أنه أثار مخاوف المكسيكيين من أن يمهد هذا التصنيف الطريق لعمل عسكري أمريكي، بالإضافة إلى تأثيره على التجارة.
وأوضحت أنه إذا ما صنفت وزارة الخارجية الأمريكية عصابات الجريمة في المكسيك كمنظمات إرهابية أجنبية، حينها يمكن اعتبار المكسيك دولة محفوفة بالمخاطر وغير مناسبة لممارسة الأعمال التجارية أو زيارتها لقضاء عطلة، الأمر الذي يمثل أزمة كبيرة في دولة يحقق فيها قطاع السياحة عائدات تزيد على 20 مليار دولار سنويًا وتوفر ملايين الفرص من الوظائف.
وفي هذا الصدد، قالت آنا ماريا سالازار، محللة للأوضاع الأمنية في المكسيك "إن سمعة البلد مهمة إذ أنها تجعل الناس يتخذون قرارهم بشأن الاستثمار أو زيارة المواقع السياحية وإنفاق أموالهم".
وبالحديث عن احتمالية زيادة التدخل الأمريكي في سياسة المكسيك واقتصادها، أفادت الصحيفة الأمريكية بأن مكسيكو تتعاون بالفعل عن كثب مع الجهود الأمريكية لتعقب تجار المخدرات وحلفائهم ومن ثم معاقبتهم، وبالفعل تحتفظ وزارة الخزانة الأمريكية بقائمة من الأشخاص المتورطين بأعمال غير قانونية مثل تهريب المخدرات وتشمل مئات الأفراد والشركات المكسيكية، ولكن هذا التصنيف من شأنه أن يرفع سقف التدخل الأمريكي في شؤون البلاد.
واستشهدت بتصريح خورخي لارا، وهو أحد المسؤولين القضائيين السابقين رفيعي المستوى، الذي قال: "إن هذا التصنيف ينطوي على ضغط أكبر، تدخل أكبر [من جانب الولايات المتحدة]، ليس فقط في نظامنا المالي ولكن في أنظمتنا السياسية واللوجيستية".
وذكرت الصحيفة أن تصريحات ترامب للزعماء المكسيكيين بأنه مستعد لإرسال قوات أمريكية لمحاربة العصابات وشن حرب على تجار المخدرات ومحوهم من على وجه الأرض أدى إلى تأجيج مخاوف المكسيكيين من أن يمهد مثل هذا القرار لتحرك عسكري أمريكي داخل بلادهم، نظرا لحساسية المكسيكيين من العمليات العسكرية الأمريكية على أراضيهم بسبب الغزو الأمريكي لبلدهم في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تأثير تصنيف عصابات المخدرات في المكسيك كمنظمات إرهابية على حركة التجارة للتواجد الكبير لعصابات تهريب المخدرات في المكسيك على نحو واسع النطاق على الحدود لنقل الهيروين والكوكايين وغيرها من المخدرات إلى الولايات المتحدة باعتبارها السوق الرئيسية لهم، مما قد يدفع الحكومة الأمريكية لتضييق الخناق على تدفق البضائع والأشخاص عبر الحدود إذا ما صنفت هذه الجماعات كمنظمات إرهابية.