اهتمت الصحف الصادرة اليوم الإثنين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لقمة برلين حول ليبيا، ولقائه مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، وكذلك زيارة رئيس مجلس الوزراء لمصنع سيماف.
وسلطت صحف "الأخبار والأهرام والجمهورية" الضوء على قمة برلين لبحث الأزمة الليبية، وأشارت إلى الطرح المصري خلال القمة، والذي أكدت خلاله موقفها الثابت تجاه الأزمة الليبية المتمثل في عدد من العناصر من بينها التركيز على وقف تدفق الأجانب لليبيا، وإيجاد آلية محددة لحل الميليشيات.
ولفتت الصحف إلى أن الورقة المصرية أكدت أهمية وجود آلية منضبطة لاقتسام الثروات بشكل عادل بين مؤسسات الدولة الليبية، وكذلك أهمية دعم الجيش الوطني الليبي، لحفظ الأمن ووضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي والتي تزيد الوضع تعقيدا.
وتناولت الصحف في ذلك الإطار لقاء الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أكد الرئيس أنه لا سبيل لتسوية الأزمة الليبية إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية، أمنية، واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظي بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود.
ونقلت الصحف عن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أكد حرص مصر على تعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، طالباً نقل تحياته إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي من جانبه، نقل تحيات الرئيس دونالد ترامب للرئيس السيسي، مؤكداً التزام الإدارة الأمريكية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ودعم بلاده لجهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وكذلك مساعيها الحثيثة لتسوية الأزمات في المنطقة بأسرها.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطورات الأوضاع في ليبيا في إطار انعقاد مؤتمر برلين بعد ظهر اليوم، حيث أعرب "بومبيو" عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر بشأن القضية الليبية، وذلك في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي، وخبرتها بالملف الليبي.
كما تم التطرق إلى ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، معربا عن التطلع لاستمرار الدور الأمريكي في هذا السياق وصولاً إلى بلورة اتفاق شامل يحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي اهتمام وحرص الإدارة الأمريكية على نجاح تلك المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق مصر وكذلك جميع الأطراف.
وفي ذات الإطار، أبرزت الصحف كلمة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي أكد خلالها أن المجتمع الدولي أمام منعطف خطير في الوضع الليبي بسبب التطورات المتلاحقة التي أصابت هذا البلد العربي المهم، وأضرت بالجهد الذي بذلته البعثة الأممية لاستئناف المسار السياسي بين الأشقاء الليبيين، وزادت من معاناة الشعب الليبي منذ اندلاع المعارك العسكرية حول العاصمة طرابلس، وفاقمت حالة الانقسام بين مؤسسات الدولة وعقدت من جهود إعادة توحيدها.
ونقلت الصحف عن أبو الغيط تجدد الجامعة العربية حرصها على دعم عملية برلين ومخرجاتها..والتزامها بمرافقة الأشقاء في ليبيا في أي جهد يفضي إلى حلحلة الأزمة..وإشارته إلى أنه لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبي في الوقت الذي تستمر فيه التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة والمكشوفة في الأراضي الليبية، والتي جعلت من ليبيا ساحة أخرى للمنافسات والتجاذبات الخارجية في الشئون الداخلية لواحدة من دولنا العربية، موضحا أن التوقف عن هذه التدخلات الخارجية والتصرفات غير المشروعة يمثل شرطاً أساسياً لإفساح المجال أمام الأطراف الليبية لخفض كل مظاهر التصعيد في الميدان.
واستكمالا لمتابعتها لقمة برلين حول ليبيا، أبرزت الصحف، تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن الوضع الراهن في ليبيا يهدد بخطر التصعيد الإقليمي، وتحذيره من أي حل عسكري للأزمة.
وأضاف جوتيريش، أن الوقت حان للقيام بعمل فوري وحاسم لمنع اندلاع حرب أهلية شاملة هناك، وتشرد أكثر من 170 ألف شخص من منازلهم بسبب الصراع الجاري في ليبيا.
وتابع أنه قد تم خرق القانون الدولي لحقوق الإنسان مرارا وتكرار في ليبيا، مجددا الدعوة إلى كافة الأطراف لبذل الجهد لدعم وقف فعلي للقتال، مشددا على أن "تداعيات الأزمة الليبية على دول الجوار واضحة وملموسة".
وفي الشأن الاقتصادي، اهتمت الصحف بتأكيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أنه مع انتهاء أعمال التطوير بمصنع "سيماف"، والوصول إلى إنتاج عالي المستوى من حيث الجودة واشتراطات الأمان، سواء في عربات السكك الحديدية أو مترو الأنفاق، فإن الدولة ستكون مستعدة لاستيعاب منتجات المصنع ضمن منظومة النقل بها، دون اللجوء إلى استيراد أية عربة مرة أخرى، سواء عربات الركاب والبضائع، أو عربات النوم وخلافه، وستشتري النقل كل إنتاج المصنع مع وصوله للجودة المطلوبة لتطوير الخدمة وتحقيق سبل السلامة.
وألقت الصحف الضوء على زيارة مدبولي لمصنع مهمات السكك الحديدية "سيماف"، رفقة المهندس كامل الوزير وزير النقل، والفريق عبد المنعم التراس رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع وعدد من المسئولين، والتي جاءت بهدف التعرف على خطة ومراحل تطوير المصنع، وخطوات رفع مستوى جودة منتجاته المتنوعة من عربات السكة الحديد لأغراض البضائع، الركاب، النوم، توليد القوى، وكذا عربات المترو، إلى مواصفات الجودة العالمية.
وأشارت الصحف إلى أن رئيس الوزراء ومرافقيه تفقدوا مراحل الإنتاج المختلفة، لجميع منتجات عربات السكك الحديدية، ومترو الأنفاق، وصعد إلى نموذج لعربة ركاب، وأخرى لتوليد القوى من إنتاج المصنع، وأبدى ملاحظات حول الصورة النهائية للمنتج، كما زار المعرض المقام لعرض منتجات مصنع "سيماف"، وكذا منتجات مصانع الهيئة العربية للتصنيع العاملة في مجال السكة الحديد والمترو، مثل مصنع قادر، مصنع المحركات، مصنع حلوان، ومصنع الإليكترونيات.
بدوره، أكد رئيس الهيئة العربية للتصنيع، خلال الجولة، وفقا للصحف أنه بحلول شهر أكتوبر 2020 سيصبح لدينا مصنع على أعلى مستوى، يضاهي أفضل المصانع العالمية، وذلك مع إتمام أعمال التطوير التي تجري في مصنع "سيماف"، مشيرا إلى أن الروح المعنوية لدى عمال المصنع مرتفعة جداً حالياً، ويملؤهم الحماس لمضاعفة العمل وزيادة الإنتاج، والارتقاء بالمنتج النهائي، لتغطية الاحتياج المحلي، وفتح فرص التصدير إلى الأسواق الخارجية.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح خلال الجولة حول خطة التطوير بالمصنع، حيثُ قال اللواء إسماعيل نجدي رئيس مجلس إدارة المصنع، إن المصنع تبلغ مساحته 150 ألف متر مربع، ويضم 36 منشأة صناعية وبه بنية تحتية للسكك الحديدية بطول 15 كم مرتبطة بالشبكة القومية لسكك حديد مصر، إلى جانب منطقة مجهزة لتنفيذ الاختبارات والتسليم.
وأشار إلى أن خطة التطوير تستهدف زيادة معدلات الإنتاج للمصنع من 300 عربة، إلى ألف عربة متنوعة سنوياً، بجانب تطوير قطاع البحوث والتصميم، ورفع مستوى المهندسين والكوادر الفنية بالمصنع وتدريبهم خارجياً وداخلياً..وأكد مسئولو المصنع، أنه مع أعمال التطوير، سيكون المنتج النهائى عالى المستوى.
كما تم التأكيد على أن خطة التطوير لمصنع سيماف تتم بالاستعانة بإحدى الشركات العالمية، وذلك وفق رؤية تسعى لتغطية جميع مطالب وزارة النقل من عربات السكك الحديدية المختلفة ومترو الأنفاق، والخروج إلى الأسواق الخارجية وخاصة في قارة أفريقيا والمنطقة العربية.
وشهدت الزيارة عرض جانب من تاريخ وعمل المصنع، حيث تمت الإشارة إلى أن إنشاء مصنع سيماف يرجع لعام 1958، حيث استطاع المصنع المشاركة في إنتاج نسبة كبيرة من أسطول نقل الركاب والبضائع للسكة الحديد، وكذا أسطول مترو الانفاق، وجميع أنواع الترام بالقاهرة والإسكندرية، ويشارك مصنع سيماف في إنتاجه أكثر من 340 مصنعا مغذيا للمكونات الداخلة في صناعة السكك الحديدية، وتستغرق عملية التطوير للمصنع نحو 10 أشهر يصل بنهايتها إلى الحصول على الرخصة الدولية في صناعة مهمات السكك الحديدية، والتي يشترط الحصول عليها للنفاذ إلى الأسواق العالمية من خلال تحقيق أعلى المواصفات العالمية .
وكذلك اهتمت الصحف، باعتماد الجمعية العامة للشركة العامة للبترول، برئاسة طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الموازنة التخطيطية للعام المالي (2020 - 2021)، حيث تستهدف الوصول بإجمالي إنتاج الشركة إلى حوالي 106 آلاف برميل مكافئ يوميا، وستنفذ برنامج عمل لحفر 40 بئرا استكشافيا وتنمويا جديدا في حقولها المختلفة باستثمارات 2.6 مليار جنيه.
وأشارت الصحف إلى أن الوزير وجه بالاستمرار في تنفيذ برنامج تطوير التسهيلات الإنتاجية والبنية الأساسية، وسرعة إنجاز المشروعات الاستكشافية والتنموية في حقول الشركة والالتزام بالجدول الزمني للمساهمة في تحقيق خطط القطاع لزيادة الإنتاج، خاصة من الزيت الخام.
وشدد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وتحقيق أعلى درجات السلامة والتوافق البيئي بمناطق الإنتاج، مطالبا بالتركيز على استكشاف فرص ومشروعات جديدة تحقق نقلة نوعية ملموسة للشركة وتسهم في إضافة المزيد من الإنتاج والاحتياطيات، معربا عن ثقته الكاملة في أن الشركة العامة للبترول لديها من القدرات والكوادر المؤهلة والعناصر الشابة المتميزة التي تؤهلها لتحقيق ذلك خلال الفترة المقبلة.
من جهته، استعرض المهندس نبيل عبد الصادق رئيس الشركة العامة للبترول خطة العمل خلال العام المالي (2020 -2021)، والتي تتضمن أكثر من محور لضمان بلوغ أهداف زيادة الإنتاج وتعظيم الاحتياطي والتشغيل الآمن وحماية البيئة، وهي المحاور المستمدة من برامج مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول.
وأوضح أن الشركة تستهدف إصلاح وإعادة تكملة 33 بئرا، كما تعتزم حفر 36 بئرا تنمويا، وإصلاح 24 بئرا، وذلك في إطار برنامج عمل مشترك مع عدد من الشركات الأجنبية في مناطق اتفاقيات المشاركة.
وأكد أن الشركة ستواصل تنفيذ خطة تطوير البنية الأساسية وتسهيلات الإنتاج بالحقول باستثمارات تبلغ حوالى 5 مليارات جنيه خلال العام، متضمنة إنشاء وإحلال خطوط نقل الإنتاج البترولي وزيادة الطاقة الاستيعابية لموانئ شحن البترول وتطويرها وزيادة كفاءتها التشغيلية لاستيعاب الإنتاج، كما سيتم تنفيذ برامج صيانة متكاملة للأصول والبنية الأساسية ومحطات المعالجة للحفاظ على كفاءتها وطاقتها التشغيلية، لافتا إلى استمرار الشركة العامة في مشروعات استرجاع غاز الشعلة.
ونوه بالاستمرار في تنفيذ مشروعات السلامة وحماية البيئة المحيطة للمحافظة على الأرواح والأصول، والتي تتضمن تطبيق نظام العمليات المتكامل وإقامة مشروعات معالجة مياه الصرف الصناعي والصحي طبقا للمعايير الدولية والالتزام بتنفيذ توصيات لجنة المراجعة والتفتيش على منظومتي الإطفاء والإنذار وتفعيل نظام التحكم في الأعمال لوضع سياسة واضحة، لإعطاء الصلاحية للعاملين لإيقاف الأعمال التي تتم بشكل غير آمن، وتفعيل منظومة إدارة المقاولين طبقا للدليل الاسترشادي لهيئة البترول لتحقيق عمليات آمنة وصديقة للبيئة والالتزام بقواعد القيادة الآمنة.