شهادات الضحايا تفضح أول معتذر عن التحرش وتكشف انتهاكات بـ «مؤسسة حرية الفكر والتعبير»

ربما كانت المرة الأولى التي يخرج فيها شخص ليعلن أنه متحرش علنا، ويقدم اعتذاره عن جريمته، لكن ما جرى من اعترافات للضحايا أظهر جوانب أخرى لرواية التحرش والاعتذار الذي يبدو وهميا.

الشرارة الأولى انطلقت مع إعلان شخص يدعى محمد ناجي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، باعترافه بارتكابه جرائم تحرش، مؤكدا أنه يعتذر عنها ويدعو الآخرين لتقليده.

وقال ناجي الذي يعرف نفسه عبر حسابه على "فيس بوك"، بأنه باحث في مؤسسة "حرية الفكر والتعبير"، بأن إقدامه على هذه الأفعال جاء بسبب تمسكه بذكوريته وأنانيته: "كنت ذكر مصري أناني بيفكر في نفسه قبل أي حد وأي حاجة تانية.. إنسان بيدور على اللي يبسطه بغض النظر عن إذ كان ده هيضايق أو يهين أو يأذي ناس تانيين ولا لأ".

وعلى نطاق واسع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور "ناجي"، وسط رفض الكثيرين لاعتذاره، وهو ما ظهر في التعليقات: "مبدأيًا محتاجين نسمي التحرش جريمة مش خطأ والجريمة مبيتقبلش فيها الاعتذار.. الجريمة واجب ليها عقوبة مش اعتذار وخطأ"

شهادة أحد الضحايا تكشف مفاجأة:

 وكشفت إحدى ضحايا ناجي وتدعى إسراء سراج الدين، عبر حسابها على "فيس بوك"، السبب الذي دفع "ناجي" للاعتذار.

تقول "إسراء" إنها تعرضت منذ خمس سنوات لحادث "اعتداء بدني صاحبه تعنيف نفسي" من صاحب الاعتذار، حسب وصفها: "هوضح دلوقتي اعتذاره ده جاي في سياق إيه ووقعه إيه عليا كواحدة من ضمن ناجيات كتير أذاهم ناجي قررت تعلن عن هويتها".

وتابعت "إسراء" بأنها قررت منذ أيام عدة وضع حد للأذى الذي تتعرض له السيدات على يد "ناجي"، وهو ما جعله يرغب في التواصل معها، عن طريق صديقة مشتركة، ليعلن عن ندمه، لكنها قررت الرفض: "طلب منها توصلي رسالة منه ألا وهي إنه ندمان على فعلته دي وعايز يسمع مني ويعتذرلي.. وأنا عبرت عن رفضي التام لده وبالليل عملت ثريد ضيفت عليه عشرات الستات وسردت الواقعة عليهم كاملة وردود الأفعال كانت داعمة جدًا وطلع في ستات كتير عندها فكرة عن سلسلة انتهاكاته وستات تعرف شخصيًا ناجيات أخريات".

وأرجعت "إسراء" رفضها الاعتذار لأسباب عدة كان أولها، بأن "ناجي" لم يقدم على الاعتذار إلا بعد معرفته بفضح أفعاله، كما أن العديد من الفرص السابقة توافرت إليه لتقديم الاعتذار لكنه رفض لك وأصر على إنكاره لارتكابه أفعال التحرش والاعتداء: "ثابت على إنه بينكر اعتدائه عليا بل وبيحملني مسؤلية فعلته".

واستطردت "إسراء" عن سبب رفضها الاعتذار: "إن حادثة اعتداء ناجي عليا ماكنتش صدفة ولا فكرة وليدة اللحظة.. دي حادثة كان مخطط لها وتم استدراجي عن طريق كذبة منه واللي اتضح إن ده سلوكه وطريقته مع الستات التانية بردو.. وإن أنا مش حالة فردية بل في ستات كتير تانية حصل معاهم اللي حصل معايا.. فناجي مش متحرش عادي ناجي معتدي متسلسل وممنهج وعارف كويس أوي هو كان بيعمل إيه وإزاي مايسيبش أدلة تتمسك عليه بشهادة ستات اتأذت منه، وإزاي بيعرف يرهب الستات دي فيما بعد علشان مايتكلموش".

وقالت "إسراء"، إنها تعرضت للتهديد من "ناجي" مستغلًا سلطته ومعرفته بدوائر المحيطة في مقر عملها، كما أن اعتذاره لم يعوضها عن الآثار النفسية التي مرت بها خلال الخمسة أعوام الماضية: "مش هيعوضني عن مشاعر الضعف والخوف والقهرة اللي هو حسسهاني بدم بارد دون أدنى شعور بالذنب.. مش هيعوضني عن إنه قدر في وقت ما يشوش على بعض صديقاتي ويشككهم في روايتي ويتلاعب بيهم بمنتهى الاحترافية في ابتزازهم ويستمر في تعنيفي نفسيًا لحد آخر لحظة".

شاهدة أخرى حول مؤسسة حرية الفكر والتعبير

 وقدمت فتاة أخرى تدعى أمنية فراج شهادتها حول ما يجري بمؤسسة حرية الفكر والتعبير قائلة "إن مؤسسة حرية الفكر والتعبير لحد دلوقتي محطتش سياسة تحرش مع أن واقعة محمد ناجي مهياش أول واقعة تحرش داخل مؤسسة حرية الفكر والتعبير.. أنا حصلي واقعة تحرش في مؤسسة حرية الفكر والتعبير، والمدير انذاك محمد الطاهر قعد مع كل الستات وسمع شهاداتهم وقالي هنعملك اللي انت عايزاه. انا اكتفيت بالإعتذار من الشخص ووضع سياسة تحرش وده كان مرضي ليه انذاك. والمحضر اتقفل (واتسنجف بقمة الشياكة)".

وتابعت " بعدها بكام اسبوع المدير محمد الطاهر بدأ يجتمع بكل الستات اللي في المؤسسة عشان وضع سياسة تحرش.. ماعدا انا (الناجية) وماريان (الشاهدة الوحيدة). لما اعترضت بميل رسمي الأستاذ محمد الطاهر قرر يجبني ويعنفني لمدة ساعتين ولا اكتر، زعيق كأنة بيحقق مع متهمة، زعيق وتخبيط في الحاجة ويجيب ستات تانية يشهدهم عليا ويزعقلهم عشان يغلطوني.الحقيقة اسلوب محمد الطاهر في التعنيف اللفظي للعاملات في المؤسسة مكنش شئ جديد كان شئ عادي وممنهج ومتطبع معاه. احنا كنا ست ستات في المؤسسة انذاك انا واتنين تانيين (نصف عدد الستات) مستعدين نشهد ضد طاهر بده. انا عمري ما كنت اتخيل ان ده ممكن يحصل في محل عمل الصراحة. من اقوال محمد الطاهر "ده انا بعمل سياسة تحرش عشانكوا المفروض تشكروني".

وكان مدير وحدة الأبحاث بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، محمد ناجي، قد كتب عبر حسابه الخاص على "فيسبوك"، منشوراً طويلًا يعترف فيه بتحرشه جنسياً بعدد من الفتيات، وقال إنه طلب من الوحدة القانونية بالمؤسسة الحقوقية التي يعمل بها، أن تحيله للتحقيق، وأنه يتحمّل جميع النتائج والمسؤولية.

وقررت مؤسسة حرية الفكر والتعبير فصل ناجي بعد اعترافه بالتحرش.