بعد إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المختصة بتوزيع جائزة الأوسكار، معايير المنافسة للحصول على جائزة أفضل فيلم، وجهت للجنة اتهامات حول محاولتها فرض المثلية الجنسية على الفن والإبداع.
ووضعت الأكاديمية أربعة معايير تأمل أن تعزز التمثيل المتنوع والشمول أمام الكاميرا وخلفها، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية bbc وتلك تعديلات من أجل وجود تنوع وشمولية لا تقصى المرأة والأقليات وبعض فئات الجنس المختلفة ليكون الفيلم مؤهلًا للفوز بجائزة الأوسكار اعتبارًا من عام 2024، وبالنسبة إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 96 المقرر عقده فى عام 2025، فإن الأفلام التى حققت معيارين على الأقل من هذه المعايير ستكون مؤهلة للحصول على الجائزة.
طارق الشناوى: المعايير غير فنية.. تفرض إنتاج أفلام عن المثلية الجنسية للفوز بالجائزة
وعلق الناقد الكبير طارق الشناوى على القواعد الجديدة التى أرستها لجنة الأوسكار للترشح لجائزة أفضل فيلم، وقال إنه من المفترض أن يتضمن العمل الفنى كل الأطياف، لافتا إلى أن حملة "الأوسكار أكثر بياضا" تسخر من أن الأعمال التى تصل للتصفيات النهائية من المسابقة لممثلين بيض البشرة لكنى أرى أن الفن يعلو على كل شىء.
وأضاف الشناوى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه حين يشارك ممثل من ذوى الاحتياجات الخاصة فى عمل فنى – على سبيل المثال – لا يقيم على هذا الأساس بل يقيم على أنه فنان فقط، فلابد أن يكون التقييم فنيًا ليس لعلته أو لونه أو جنسه.
وأكد الشناوى أن تلك المعادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة فالأهم العمل الفني الجيد سواء كان بطله أبيض أو أسود أو أيًا كان جنسه، لافتا إلى أنه بالنظر إلى القواعد الجديدة التي أرستها لجنة الأوسكار للترشح لجائزة أفضل فيلم، من الوهلة الأولى نجد أنها لها جانب إيجابى، وتتضمن الأقليات وذوى الاحتياجات الخاصة ومتعددة الجوانب التى تبدو أنها تتعاطف مع هؤلاء، مشيرا إلى أن المشكلة عندما تكون هناك عنصرية أو تعصب أو إزدراء.
وتابع الشناوى: يقال دائما إن الأوسكار أكثر بياضا كنوع من السخرية من أن الأعمال التي تصل للتصفيات النهائية من المسابقة لممثلين بيض البشرة لكنى أرى أن الفن يعلو على كل شيء، مشيرا إلى المرأة دائما تتهم الأوسكار عندما لا توجد أفلام إخراج نساء، وتخرج مظاهرات تتهم المسابقة بأنها ضد المرأة، ويطالبون بأن تكون الأفلام المرشحة للجائزة من إخراج النساء، وتابع قائلا:"أي تطرف أعتبره ضد العدالة حتى لو كان يبدو للوهلة الأولى أنه يريد تحقيق العدالة"، مشيرا إلى أن الوسيلة المستخدمة خاطئة الغاية لا تبرر الوسيلة، مشيرا إلى أن الفن بطبعه حرية وقائم على حرية الاختيار.
وأشار الشناوى إلى أن إدارة مسابقة الأوسكار تعاملوا مع الفن بمعايير ليس لها علاقة بالفن، مشيرا إلى أن التفكير الغربي ينظر إلى المثلية الجنسية على أنها حق وهو بذلك فرض رأى، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يشترط إنتاج أفلام عن المثلية الجنسية للفوز بجائزة الأوسكار، مشيرا إلى أن تلك مشكلة كبرى من الممكن أن تضرب بالفن عرض الحائط
الأمير أباظة: الشروط ضد قيمنا وتقاليدنا.. ومسابقة الأوسكار غير مهمة ولا داعى للمشاركة بها
من جانبه قال الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط إننا نعطى لمسابقة الأوسكار أكبر من حجمها، في النهاية هى مسابقة للفيلم الأمريكي المحلى بقيمهم وتقاليدهم وعاداتهم .
وأضاف أباظة أن شروط الترشح لجائزة أفضل فيلم فرضت التواؤم مع القيم والتقاليد الأمريكية حتى وإن كنت غير أمريكى، فالعالم كله ينافس على جائزة واحدة أرى أنها غير مهمة بل نحن من أعطيناها أهمية لا تستحقها وألبسناها ثوب العالمية وهى في النهاية مسابقة للفيلم المحلى الأمريكى.
وأكد الأمير أباظة أن تلك الشروط التي تفرضها لجنة الأوسكار ضد قيمنا وتقاليدنا ، وأنا ضد المشاركة في هذه المسابقة رغم اختيارى من قبل نقابة السينمائيين لعضوية لجنة اختيار الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار، لكنى سأحضر لأقول لا داعى ولا ضرورة للمشاركة في هذا المحفل الأمريكي .
وعبر أباظة عن تخوفه من أن يلجأ بعض السينمائيين إلى صناعة أفلام تطابق هذه الشروط من أجل الترشح للجائزة وإرضاء الغرب الأمريكي ، أرى أننا في غنى عن هذا، وأن الجائزة ليست إضافة لنا وليست بالأهمية التي يتحدث عنها العاملون بالسينما.
نادر الرفاعى: الأوسكار ليست مقياسا أو دليلا على جودة الفيلم أو أنه الأفضل
الناقد نادر رفاعى الأستاذ بمعهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون، قال إن العمل الجيد يفرض نفسه دون أى شروط، مؤكدا أن جائزة الأوسكار ليست مقياسا أو دليلا على جودة الفيلم أو أنه الأفضل.
وأضاف رفاعى أن الشروط التي وضعتها لجنة الأوسكار لا تدل على أن الفيلم الذى تم اختياره جيد،ـ مؤكدا أن من يوافق على فرض فكرة أو توجه يكون ضد الفن والابداع .
وشدد رفاعى على أنه ضد هذه الشروط لأنها غير فنية، نافيا ما تردد حول منح جوائز الأوسكار لأصحاب البشرة البيضاء فقط ، فجوائز أصحاب البشرة السمراء كثيرة جدا منها على سبيل المثال مورجان فريمان.
واختتم رفاعى تصريحاته قائلا فى النهاية الجمهور هو الفيصل ، وأود أن أذكر بأن آخر نسخة من الأوسكار العمل الفائز بجائزة أحسن فيلم هو "براسايت" وهو فيلم آسيوى وسط منافسة قوية مع أساطير السينما الأمريكية، فأين العنصرية ؟.
رامى عبد الرازق: رد فعل سياسى لما حدث بأمريكا فى الشهور الأخيرة.. وأتوقع مقاطعة المخرجين للمسابقة
الناقد رامى عبد الرازق قال إن تحديد شروط للعمل الفني للفوز بجائزة ضد فلسفة الفن نفسها، مشيرا إلى أنه من الطبيعى أن تكون هناك شروط للمشاركة في المسابقة لكنها تتعلق بلوجيستيات العمل الفني كسنة الإنتاج أو أنه فيلم طويل أو قصير ، روائى أو تسجيلى ، لكن شروط الأوسكار الأخيرة تعارض فلسفة الفن .
وأضاف عبد الرازق أن الفنون سواء السينما أو غيرها تجاوزت كل هذا من زمن طويل، لأن التعبير الفني يشترط الحرية في الأساس، حرية التفكير، حرية التناول، حرية المعالجة، مؤكدا أنه من الممكن أن يكون هناك فيلم جيد لكنه لا يلتزم بتلك المعايير، هل معنى ذلك أنه لا يستحق جائزة ؟
وتساءل عبد الرازق، هل تلك الشروط رد فعل سياسى لما حدث في الشهور الأخيرة في أمريكا ، أم أنها جزء من الصوابية السياسية التي تنتهجها لجنة الأوسكار في السنوات الأخيرة، أيا كان السبب فكان عليهم ألا يتورطوا في هذه الشروط لأنها تحجم المواهب وتمنع أفلام جيدة من الحصول على الجائزة رغم مستواها الفني ، فذلك إخلال بالصناعة والجائزة .
وأكد أن هذا الأمر لن يمر بسهولة وإن استمرت تلك القيود سنرى أفلاما ذات مستوى ردىء ويمكن أن نرى قطيعة للأوسكار من بعض المخرجين لتقييد إبداعهم لذلك أتوقع ردود أفعال عنيفة ضد الشروط قد لا نراها في قريبا لكن ستظهر مع الوقت.