لبنان: التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يتبادلان الاتهامات بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة
شن التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل (الفريق السياسي للرئيس اللبناني ميشال عون) هجوما حادا على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، متهما إياه بـ "اختطاف الحكومة ومحاولة تشكيلها على نحو لا يحظى بثقة ومشاركة التكتلات النيابية المسيحية، بما يشكل نهجا إقصائيا".. الأمر الذي استدعى ردا عنيفا من تيار المستقبل بزعامة الحريري، مؤكدا أن باسيل "يتعمد التحريض الطائفي كستار لمحاولته الحصول على الثُلث الوزاري المعطل في الحكومة الجديدة".
وأعلن التيار الوطني الحر - في ختام اجتماع مجلسه السياسي برئاسة باسيل - أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة كما أنه "لن يعطيها الثقة في مجلس النواب على الأسس التي يطرحها الحريري، ويرفض إعطاء رئيس الوزراء المكلف وفريقه النصف زائدا واحدا في الحكومة لأنه سيستعمله لمنع الإصلاح وتعطيل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي وفرملة كل محاولات محاربة الفساد".
واعتبر التيار أن هناك أسبابا داخلية وخارجية تمنع الحريري من تأليف الحكومة الجديدة، متهما رئيس الوزراء المكلف بـ "التمويه على هذه الأسباب باختلاق حجج واهية، وأنه قرر افتعال أزمة مع رئيس الجمهورية والفريق السياسي المؤيد له واختلق مشكلة الثُلث المعطل، وأنه يتشبث بحكومة من 18 وزيرا لإقصاء طائفتين أساسيتين هما الكاثوليكية والدرزية".
من جانبه، عقّب المكتب السياسي لتيار المستقبل، مؤكدا أن النائب جبران باسيل "يصر على تطييف الأزمة الحكومية وتغليفها بشروط تتلاعب على الوتر الطائفي وحقوق المسيحيين".. مشيرا إلى أن باسيل يريد الالتفاف على مبادرة الإنقاذ الفرنسية التي تنص على تشكيل حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين.
وقال تيار المستقبل: "باسيل يتعمد اللعب على حافة التحريض الطائفي، ويقفز من معيار إلى معيار آخر، ليضمن الوصول إلى الثُلث المعطل، ويخترع للرأي العام اللبناني حجة جديدة اسمها النصف زائد واحد لرئيس الوزراء المكلف".
وأضاف: "هناك من يعتبر الغش والكذب والاحتيال من المهارات الخاصة لبعض البشر، لكن استخدام هذه المهارات في العمل السياسي وفي ظل مخاطر اقتصادية ومعيشية إنما يُصنف في خانة الجرائم الوطنية. وهذه هي مع الأسف حال اللبنانيين مع النائب جبران باسيل، الذي يقول إنه يرفض المشاركة في الحكومة ثم يحدد المعايير لتأليفها ويبرر لرئيس الجمهورية المطالبة بالثُلث المعطل وينصب نفسه وليا حصريا على حقوق الطوائف المسيحية، ثم يلوح لرئيس الوزراء المكلف بأنه لن يعطي الثقة للحكومة".
وأكد تيار المستقبل أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لن يتنازل عن القواعد التي اعتمدها لتأليف الحكومة الجديدة، والتي تتكامل مع المبادرة الفرنسية، عبر تشكيل حكومة تخلو من الثُلث المعطل لأي طرف، وتتألف من غير الحزبيين وأصحاب الكفاءة والنزاهة والاختصاص، لوقف الانهيار الذي يعاني منه لبنان، وتجديد ثقة المجتمعين العربي والدولي في دور لبنان ورسالته.