عادة خاطئة نهى عنها النبي يوم الجمعة.. تعرف عليها

يبحث عدد كبير من المسلمين عن الأفعال المستحب فعلها والعادات الخاطئة الواجب تجنبها يوم الجمعة، بهدف تكريس الفضائل الدينية التي لا تعد ولا تحصى، وفى سطور نرصد أحد أبرز العادات الخاطئة، التي قد لا يدرك البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عنها.

ومع تفشي فيروس كورونا المستجد، وترك المصلين لمسافات تباعد كبيرة بينهم، يسأل عدد من المسلمين عن حكم السير بين المصلين داخل المسجد، خلال الاستماع لخطبة الجمعة، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.

نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة، وأن يُفرق الرجل بين الاثنين؛ لما في ذلك من سوء الأدب وإيذاء الجالسين؛ فعن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قال: جاء رجل يتخطى رقاب النّاس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اجْلِسْ؛ فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: «لأن يصلي أحدكم بظهر الحرة، خير له من أن يقعد، حتى إذا قام الإمام يخطب جاء يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة»، أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» وابن أبي شيبة في «المصنف».

ومع اختلاف الفقهاء في النهي الوارد عن التخطي؛ هل هو قبل جلوس الإمام على المنبر أم بعده؟ إلا أنهم أجمعوا على أنه لا يفسد شيئًا من الصلاة، كما أوضح العلماء، أن المقصود من النهي عن التخطي في هذه الأحاديث، هو حث المسلم على التبكير للجمعة، وأن لا يتباطأ في حضورها فيأتي وقد جلس المصلين فيتخطى رقابهم ويسبب لهم الإيذاء، وأن لا يزاحم مُصليين فيدخل بينهما فيُضيق عليهما، وهذا الأمر يشمل صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات، وتحديد الجمعة جرى على الغالب؛ لاختصاصها بالمكان وكثرة الناس.

كما أن النهي عن التخطي مقيد بحصول الإيذاء، فإذا انتفى الإيذاء انتفى النهي؛ لما تقرر في قواعد الفقه من أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، ولذلك جوَّز العلماء التخطي في الحالات التي ينتفي عندها الإيذاء، فعن الحسن، قال: «لا بأس أن يتخطى رقاب الناس، إذا كان في المسجد سعة» أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وبناءً على ذلك، فيجوز للمصلي في حالة تطبيق التباعد بين المصلين بسبب فيروس كورونا المستجد، المرور بين الجالسين يوم الجمعة في وقت الخطبة قدر الحاجة إذا وجد مكانًا خاليًا في الأمام يريد أن يجلس فيه، ولا يدخل ذلك ضمن النهي الوارد عن التخطي عن رقاب الناس؛ لانتفاء معنى الإيذاء.

وأن ذلك مع الاقتصار على قدر الحاجة في المرور؛ حتى لا يشوش المار على الجالسين إنصاتهم لخطبة الجمعة، وعلى الحاضرين أن يعملوا على إتمام الأماكن المخصصة للصلاة في الصفوف الأول ثم الأول؛ حتى لا يُلجِئوا المتأخرين إلى تخطي الرقاب وشق الصفوف، ولا بد في ذلك كله من مراعاة إجراءات التباعد واتخاذ كافة الوسائل للحفاظ على نفوس الناس، واتباع تعليمات الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص، والالتزام بما يوصون به من طرق الوقاية.